في صباح يوم جميل لاح في الأفق سرب من الطيور تتسابق بأجنحتها حيث لا يوجد للضعيف مساحة بينها في سرعة متباينة.
لا تنظر إلى الوراء حيث كانت.
تنظر إلى الأمام حيث تكون.
تسير باتجاه الجنوب فحركت أشجاناً كان القلب طواها، تمنيت أن أكون معها وأملك أجنحة لأهبط بها في قريتي الهادئة الجميلة الحالمة، حيث لا يوجد للضجيج متسع، هدوء الليل وفتنة الصباح.
منذ ما يقارب 30 عاماً كما تركتها بدأ حبي لها يتزايد في الآونة الأخيرة... لماذا
حنين. حنين. حنين.
هل يا ترى نزوة عابرة أم اشتياق؟
أم كل هذا بفضل كره لحياة التمدن؟
لا أملك شجاعة الجواب رغم قربه مني..
هناك يذهب الكهل في الصباح على حماره إلى الحقل ويعود في الضحى...
قدماه مغبرتين برائحة التراب.
أما هي فتعد العدة لهذا اليوم...
هم أبي. وأمي.
هل سيعود ذلك الزمان؟
جسد هنا.. وجذور هناك
هل سيعود ذلك الزمان؟
حسان.
لم يعد مرة أخرى.
لم يلبس ثوب المدينة.
7 أشهر فقط..
وعاد إليها بسرعة الزمن وها هي الطيور تحلق بك لتحضنكم جيزان وتنام قريرة العين
هل سأعود أنا؟
سؤال لتلك الطيور.
لتجيب عليه قريتي.
|