تمثل المهن الحرفية نسبة عالية من الوظائف التي ينتجها اقتصادنا.. فنحن بفضل الله لدينا من المنشآت المدنية والصناعية كمّاً وحجماً لا يستهان به وهي بحاجة باستمرار إلى أعداد كبيرة من الفنيين والحرفيين لصيانتها وتشغيل معداتها وأجهزتها.. هذا خلاف ما سوف ينفذ مستقبلاً.
من الخطأ ان نركز على إنشاء معاهد وكليات التقنية وننسى الطفل في سنواته الأولى.. ان ما نحتاجه هو ان نوفر في مدارسنا الابتدائية والإعدادية ورشاً صغيرة ومتعددة للنجارة والسباكة والبناء وغيرها مجهزة بالعدد والأدوات. إذ انه من المهم للطفل الصغير أن يتعرف على هذه المهن وان ينمو بينه وبينها تعارف واحترام قد يتحول إلى هواية ثم مهنة.. ان الله سبحانه وتعالى خلق الناس وقدر لها أرزاقها.. هذا طبيب وهذا سباك وذاك إداري وهذا كذا وكذا.. فلماذا لا نهيىء الوسائل ونمهد الطريق لمن أراد الله له أن يكون حرفياً.. وبلادنا بأمسّ الحاجة له.. في حين أننا لا نمل من طرح السؤال الغبي.. ماذا تريد أن تكون إذا كبرت؟.. وتكون الإجابة: طبيب أو مهندس أو مدرس.. وسبق ان اقترحت ان نعيد للأحياء حيويتها وتآلف أهلها وذلك بأن يتكاتف الناس ويتعاونوا بإنشاء ورش لتعليم الحرف بجوار كل مسجد ويضاف لها قاعات لتعليم الحاسب الآلى واللغات وما شابه ذلك.
ان ظروف هذا الزمن وما نواجهه من مصاعب تحتم علينا جميعاً ان نتصدى للبطالة بكل الوسائل الممكنة ولعل فيما ذكرته أعلاه وسيلة من الوسائل المطلوبة.
|