ما كنت أحسب سهم الحب يطرحني
حتى ابتليت به يوما من الزمن
ريم تعرض لي في مهيع ورمى
بسهمه النافذ الماضي فأقعدني
وكم رماني ريم من لواحظه
بسهمه فتخطاني وأخطاني
لكن سهمك لا يخطى توجهه
إلى القلوب وإن زاغت فسوف تني
قد كنت ذا غرة من قبل رميتها
وكنت من كنت في قومي وفي وطني
فمن يحطمني يوما أحطمه
من قوة القلب لا من قوة البدن
واليوم يأسرني ظبي بمقلته
واليوم أضعف خلق الله يطرحني
سلمت قلبي له والنفس كارهة
والذنب ذنبك يا عيني ويا أذني
ان كلمتني ففي تكليمها نغم
عذب، كتغريد عصفور على فنن
أو قابلتني بصمت فهي أسرة
بصمتها، أو ما هي محنة المحن؟
أنا القتيل بسيف الأعين النجل
أنا الأسير، ولا قيد يقيدني
أنا ضحية عشق كنت أجهله
ولست وحدي فكم غيري عليه جني
يا ليت ليلى أغنيها فتسمعني
يا ليت ليلى أناديها فتتبعني
أسير وهي وعين الدهر نائمة
تطير من فتن غض إلى فنن
ونملأ الكون ألحانا مصفقة
والبشر يغمر محبوبي ويغمرني
ونهصر الغصن كي نجني فرائده
وننثر الورود في الوادي وفي الحزن
ألا يؤلف يا ليلى ويجمعنا
أنا غريبان عن أهل وعن وطن
قسا الزمان وأضناني وعذبني
وأنت يا حلوتي أقسى من الزمن
ما صافح النوم جفني منذ أن علقت
عيني بعينك، والجسم العزيز فني
نزلت في البحر أبغى بعض جوهره
فاغتالني موجه الطاغي وأغرقني
لأنني لست ذا خبر ومعرفة
من يركب البحر محتاج إلى السفن