إن في حياة الأمم والشعوب أياماً هي من أنصع تاريخها ويومنا الوطني لبلادنا الطاهرة تاريخ بأكمله إذ يجسد مسيرة جهادية طويلة خاضها البطل الموحد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه- ومعه أبطال مجاهدون هم الآباء والأجداد - رحمهم الله جميعاً- في سبيل ترسيخ أركان هذا الكيان وتوحيده.. تحت راية واحدة «راية التوحيد».
ومثلما كان اليوم الوطني تتويجاً لمسيرة الجهاد من أجل الوحدة والتوحيد فقد كان انطلاقة لمسيرة جهاد آخر.. جهاد النمو والتطور والبناء للدولة الحديثة.
اليوم الوطني مناسبة عزيزة تتكرر كل عام نتابع من خلالها مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن ويعيشها في كافة المجالات حتى غدت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة.
وإن توحيد هذه البلاد على يد قائدها الملك عبد العزيز رحمه الله لهي تجربة متميزة للمجتمع الدولي وأحد النماذج الناجحة في تاريخ الأمم وإبراز ذلك النهج الذي تبنته المملكة في سياستها الداخلية القائمة على مبادئ الإسلام الحنيف، وكذلك في علاقاتها الدولية المستمدة من تراثنا وحضارتنا واحترام مبادئ حقوق الإنسان في أسمى معانيها، كما أنها فرصة ثمينة أن نغرس في نفوس النشء معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة قامت عليها هذه البلاد منذ أن أرسى قواعدها الملك عبد العزيز رحمه الله.. ونعمق في روح الشباب معاني الحس الوطني والانتماء إلى هذه الأمة باستشعار أهمية المناسبة وأن تبذل كل القطاعات العامة والخاصة في اظهار تلك المناسبة بما يتلاءم مع سمو الحدث فلابد من مسابقات بين طلبة المدارس والأجهزة الإعلامية واقامة العديد من المهرجانات والتمثيليات والأفلام التي تحكي قصة قيام هذا الكيان الكبير، ولابد من عمل استعراضات بين الطلبة والقوات المسلحة، ونأمل أن يبرز دور المرأة وما حققته من تقدم علمي وفكري واجتماعي واسهام حضاري من خلال مشاركتها واسهامها في برامج التنمية واعمال الجمعيات الخيرية، وآمل أن تكون الجوائز المقدمة كجائزة الملك فيصل الخيرية وأمثالها موجهة في ابراز هذا الحدث وتقديم الجائزة لأفضل ما كتب عن المملكة وتاريخها وانجازاتها ودورها الحضاري.
وبعد.. فإن يومنا الوطني يوم عزيز وغال لما لهذا اليوم من انجاز تاريخي خطت فيه المملكة خطوات واسعة في كافة الميادين بعد أن وحد صفوفها وأرجاءها المغفور له الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حتى وصلت إلى مستوى أرقى الدول العالمية.. إن هذه الذكرى تعني لي ولكل مواطن أن يتعمق في النعمة التي أصبحنا نعيشها فهي ثمار جهد لعطاء المخلصين وعلينا جميعاً واجب الشكر والثناء لله وحده والمحافظة على هذه المكاسب حتى يستمر العطاء وتنعم الأجيال بثمار ما غرسته أيادي المخلصين في هذه الأمة.
وفق الله الجميع في رسم تلك الصورة المشرقة لما يزيد على قرن من الزمان خرجت فيه الجزيرة من أمم جاهلة متناحرة إلى أمة موحدة قوية في ايمانها وعقيدتها غنية برجالها وعطائها واسهامها الحضاري.. فخورة بأمجادها وتاريخها.
*المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة
|