من الأمراض التي قد يعاني منها الطفل وتسبب له مضاعفات كثيرة هذا المرض وهو القلس المعدي المرئي، ومن أسبابه خلل في الصمام المعدي المرئي الذي يتحكم في مرور الطعام في اتجاه واحد من المريء للمعدة وليس العكس نتيجة توسع بالفتحة التي يمر منها المريء بالحجاب الحاجز «الذي يفصل بين البطن والصدر» وذلك لعيب خلقي في العضلات المتحكمة في الفتحة أو لأسباب أخرى.
الأعراض التي يشتكي منها المريض:
- آلام متكررة بالبطن أعلى السرة مع احساس بحرقان بالمعدة إذا كان الطفل كبيراً مع ارتجاع لبعض مكونات المعدة بالفم أثناء النوم، قد يشعر بها الطفل، أو تظهر عنده على شكل كحة متكررة أثناء النوم في محاولة من الطفل لطرد السائل القادم في اتجاه عكسي من المعدة والذي يسبب حرقاناً شديداً في الحلق أيضاً نظراً لأنه حمضي لاذع.
- مع تقدم المرض وعدم تشخيصه وتناول العلاج اللازم تبدأ تظهر مضاعفاته على شكل التهاب مزمن بالبلعوم يصل إلى حد تقيؤ دموي نتيجة تأثر الغشاء المبطن للبلعوم وأسفل المريء من السائل الحامضي الذي يرتجع من المعدة «حيث نعلم أن الغشاء المبطن للمعدة يحتوي على الخلايا التي تفرز أنزيمات خاصة وسائل مخاطي يغطي هذا الغشاء ليمنع تأثير العصارة الحمضية عليه».
العلاج:
1- تحفظي خصوصاً إذا اكتشفت في بدايته، وهو عبارة عن تناول أنواع خاصة من الغذاء مع تناول مضادات للحموضة والنوم في وضع خاص يرتفع فيه الرأس لأعلى من الجذع على وسادة.
2- جراحي ونلجأ إليه عند عدم الاستجابة للعلاج التحفظي أو تكرار الأعراض وهو عبارة عن تضيق الفتحة بالحجاب الحاجز التي يحرضها المريء عن طريق تقوية العضلات المتحكمة بها مع سحب غار المعدة «الجزء العلوي منها» والذي ينفتق فوق الحجاب الحاجز ثم طيه حول الجزء السفلي من المريء وتثبيته في هذا الوضع كمحاولة بديلة للصمام الطبيعي بين المعدة والمريء والذي يفقد وظيفته في هذا المرض، وهذه الجراحة تتم بعدة طرق منها جراحة تقليدية عن طريق فتحة كبيرة استكشافية بالبطن أو فتحة كبيرة بالصدر، ولكن حديثاً تجري بالمنظار الجراحي خلال خمس فتحات دقيقة بجوار البطن الأمامي مما يقلل الآلام الناتجة عن الجرح الكبير بعد العملية، ويقلل نسب حدوث التهاب صدري، وأيضاً يقلل حدوث فتق جراحي بالبطن بعد الجراحة، كما أنها تقلل من مدة الإقامة بالمستشفى « من الناحية المعنوية والاقتصادية».
د. جمال الدين مصيلحي(*)
(*) أخصائي الجراحة العامة
|