في العلاقة الأمريكية الإسرائيلية متسع من المجال يتيح قدراً كبيراً من المناورات دون إصدار قرارات حاسمة خاصة من ذلك النوع الذي لا يروق لإسرائيل.
وهذا هو الحال مع ضمانات القروض التي تطلبها إسرائيل والتي تتظاهر واشنطن بانها ستستخدمها للضغط على إسرائيل فيما يتصل ببناء المستوطنات.
وبينما انقضى في 30 سبتمبر الموعد الذي كان من المفترض ان تبلغ فيه الإدارة الأمريكية الكونجرس بالمبلغ الذي تعتزم خصمه من ضمانات القروض لإسرائيل فان واشنطن تقول إنها ارجأت اتخاذ قرار بهذا الصدد.
ويعني ذلك أن لا ضرر سيصيب إسرائيل بشأن مسألة القروض هذه مهما بالغت في سياساتها الاستيطانية.
وحالياً تنشط جماعة أمريكية لحقوق الإنسان لتوجيه ضمانات القروض هذه باتجاه الضغط على إسرائيل لإجبارها على وقف بناء الجدار العازل الذي يقضم مساحات شاسعة من أراضي ومزارع الضفة الغربية ويضمها لإسرائيل.
وهنا أيضاً لا يبدو ثمة ما يمكن أن تتضرر منه إسرائيل.
ويستفاد من حملة هذه السياسات المتهاونة أن الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية يمكنها أن تمضي قدماً إلى الأمام دون أن تتصدى لها الدولة التي يفترض انها راعية للسلام، على الرغم مما تلحقه كل تلك السياسات من اضرار كبيرة بعملية السلام.. ومن شأن ذلك أن يدفع بالمزيد من التعقيدات، وعندما يحاول الفلسطينيون الدفاع عن حقوقهم التي تغتصبها إسرائيل فان ابواب الجحيم الأمريكية ستنفتح جميعها على كل ما هو فلسطيني بل وعربي يحاول نصرة الحق والاحتجاج على العدوان.
|