عزيزي قارئ شدو تعلم بالتأكيد ان للأسئلة المألوفة إنسانياً تاريخ صلاحية، وما ذلك إلا لأن تكرار طرحها يعمل في الأذهان عمله بحيث يُفقد مثل هذه الأسئلة طعمها المغري ولونها المثير ورائحتها الزكية الجذابة ذهنياً، وحقيقة كهذه قد تحوِّل هذه الأسئلة البسيطة إلى نوع من الألغاز المبهمة والطلاسم المعجمة، ورغم ذلك ما عليك.. لا تقلق.. ! ف «شدو» هنا تزف إليك البشرى بنجاحها في اختراع طريقة مضمونة وآمنة وفاعلة «لصنفرة» صدأ الأسئلة المألوفة في ذهنك وإزالة ما علق بإجاباتها من غبار الامتهان. باختزال إليك بالطريقة موضحة على هيئة تساؤلين مألوفين أولهما محوره الحب، بينما محور السؤال الآخر: الحسد، لنبتدئ في مقالة اليوم مع سؤال الحب.
فما هو الحب يا ترى.. وهل يستمر بعد الزواج.. ومن المسؤول الأول عن انبعاثه.. وكيف ينفذ إلى كيانات البشر.. بل أين مكانه.. أهو القلب.. أم العقل أم الروح أم أم.. أم؟! هنا عزيزي القارئ عندما تجد نفسك أمام مثل هذه الأسئلة الممتهنة بالتكرار والمنتهية بالصلاحية الفكرية، فما عليك إلا محاولة التعامل معها بطريقة جديدة من شأنها أن تجدد قديمها المتقادم في ذهنك، فلا تحاول فهم هذه الأسئلة عن طريق إجابتها مباشرة، بل عليك فهم ذلك انطلاقاً من أبوابها الخلفية، وأقصد بذلك أن تلجأ إلى عكس خط سيرك الفكري لا المروري فبدلا مما اعتدته من طرح وإجابة مثل هذه الأسئلة بطريقة تقليدية حاول التوصل إلى ذلك عن طريق عبورك إليها من بوابة نقيضها السيئ، وبناء على ذلك فالكراهية كما تعلم هي نقيض الحب، فما رأيك لو أخذت باستراتيجية قوامها طرح وإجابة التساؤلات التالية: ما هي الكراهية.. وهل تستمر بعد الزواج.. ومن المسؤول الأول عن انبعاثها وكيف.. تنفذ إلى كيانات البشر.. بل أين مكانها.. أهو القلب.. أم العقل أم الروح أم أم ..؟! بالتأكيد انك حتى هذه النقطة قد توصلت إلى عدد من الحقائق التي لم يكن بمقدورك التوصل إليها بالطريقة التقليدية، ومن ضمن ذلك ان فهم غموض الطبيعي المعتاد من الأشياء قد يحصل بطريقة أكثر تشويقاً وإثارة من خلال إثارة مقومات نقيضه غير الطبيعي، كذلك من هذه الحقائق المستقاة ما يتمثل لك الآن في أن للحب شهراً وذلك هو شهر العسل إذن، فالحب عسل مصفى مما يجعل من نقيضه الكراهية عسلاً مغشوشاً أو غريزة مغشوشة لا فرق.
ختاماً وباختصار.. لكي تعرف كيف، ولماذا يحب البشر يتوجب عليك أولا ان تعرف لماذا وكيف يكره البشر، فمعرفة غير الطبيعي، أولاً قد تكون الوسيلة الأمثل لمعرفة حقيقة الطبيعي، وبما ان للمعرفة أسفاراً تتطلب أسفاراً فعليك لحين يتعين الهدف من سفرك بمعرفة الطبيعي المألوف من أشيائك ألا تسافر إليها مباشرة أقصد من خلال الطرق المألوفة والمعتادة لديك ذهنياً، بل عليك بدلا من ذلك سلوك الطرق المعاكسة..، وعلى قارعة هذا المنعطف من سفرك المعرفي أقول: ما هي يا ترى الفائدة التي تحصلت عليها، أما تلك فيؤكدها مضمون القول المأثور الذي نصه: «معرفتك للشر حري ألا تقع به».. فلم تعرف الآن الحب فحسب بل انك أيضا اطلعت على حقيقة نجاسة الكراهية من دون ان تنجسك أردان ممارستها،..
وهذا يؤهلك بالتالي لأن تجيب عن سؤال الأسئلة الذي هو اشتقاقاً: لماذا يا ترى يخلص النحل للإنسان ويخون الإنسان الإنسان؟.
يتبع
|