* لندن د ب أ:
وظف توني بلير فصاحته لاحداث تأثير طاغ يوم الثلاثاء ونجح في حصار مناوئيه من بين أعضاء المؤتمر السنوي لحزب العمال بإقراره أن قيادته تمر «بمرحلة عصيبة»، ودخل بلير قاعة المؤتمر في بورنموث على أنغام موسيقى الروك الهادئة بينما كانت إنجازات السنوات الست ونصف السنة لتولي حزب العمال السلطة تومض على شاشة كبيرة، وذكر بلير أعضاء الحزب بأنه لم ينجح أي زعيم في الحزب طوال تاريخه الممتد مائة عام من الاستمرار في السلطة فترة طويلة مماثلة.
وفيما يتعلق بقضية العراق التي سببت شقاقا داخل الحزب ناشد بلير الأعضاء أن يضعوا أنفسهم في مكانه عندما واجه تلك الورطة. وقال إنه كان لا بد سيتخذ القرار نفسه.
وقال قضية العراق أدت إلى انقسام المجتمع الدولي.. وانقسام في الحزب وفي البلاد وبين الاسر والأصدقاء.. وأعلم أن كثيرا من الناس محبطون ومتضررون وغاضبون، وقال بلير إن كثيرين في الحزب تضرروا وغضبوا بسبب قرار إرسال قوات إلى العراق، ولكنه نظرا للمعلومات التي تلقاها كان لابد أن يتخذ القرار نفسه، وبذلك قلب بلير موقف الاعضاء في مواجهة القضية رأسا على عقب، وعاد إلى موضوعه الثابت عن الصلة المحتملة بين الدول المارقة التي تمتلك أسلحة دمار شامل والإرهاب الدولي.
وقال بلير: إنني أرى الإرهاب وتجارة في أسلحة الدمار الشامل يتناميان محذرامن أن التهديد الذي يواجه القرن الحادي والعشرين ليس دولا تشن حربا بالمعنى التقليدي بل الفوضى والتعصب الذي يهزم العقل، ومتحولا إلى السياسة الداخلية تعهد بلير بمواصلة الإصلاح في مجالات الصحة والتعليم والمواصلات في مواجهة معارضة النقابات العمالية ويسار الحزب.
وقال بلير مثيرا تصفيق وضحك الحاضرين لا أستطيع سوى أن أسير إلى الامام فليس لدي ترس الرجوع للخلف ليعيد إلى الذاكرة تاريخ مارجريت تاتشر «المرأةالحديدية» التي استمرت في قيادة حزب المحافظين عشرين عاما.
وقضى خطاب بلير والحفاوة البالغة التي أسفر عنها على تكهنات في وسائل الإعلام البريطاني بأن حزب العمال ربما يسند رئاسة الحزب لوزير المالية جوردن براون، وبعد خطابه السنوي العاشر كزعيم للحزب يبدو أن بلير قدم بشكل جيد تعهده الاخير بقيادة الحزب نحو فترة ثالثة كاملة في رئاسة الحكومة مما يجعل استمراره في المنصب لمدة ست سنوات ونصف السنة مرة أخرى أمرا ممكنا.
| 
