* رؤية تركي بسام:
مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك زادت وتيرة الاستعدادات وارتفعت حركة المنتجين والمخرجين وكذلك الممثلين وكل يحاول في مجاله أن يجد ما يقدمه خلال هذا الشهر المبارك باعتبار أن هذا الشهر هو من أهم شهور العام نسبة لارتفاع درجة المشاهدة والمتابعة فيه حيث يجد الممثلون فرصتهم في تقديم أعمالهم في هذا الشهر الفضيل وفي كل عام يلمع نجم أحد الممثلين بشكل كبير ففي العام الماضي استطاع الفنان نور الشريف أن يحقق نوعاً كبيراً من النجاح كذلك المخرج نجدة أنذور الذي أخرج مسلسل آخر الفرنسان الذي وجد متابعة كبيرة وفي شهر رمضان تنفض المسلسلات التاريخية الغبار وتستيقظ خلال هذا الشهر الذي أصبح أرضاً خصبة لها ووجدت فيه منافذ جيدة نسبة لأن القنوات الفضائية «العربية» تحاول في هذا الشهر أن تسحب الكمية الهائلة من الأغاني الراقصة من شاشاتها وبهذا ينفتح الباب واسعاً أمام الدراما وأهمها الدراما التاريخية التي تأتي 90% منها من سوريا فقد استطاع الفنان السوري ممثلاً ومخرجاً وكاتباً من أن يقرأ جيداً واقع الحياة الدرامية العربية ويعرف نقطة الضعف فيها واستطاع أن يقدم خلال السنوات الأربع الماضية العديد من الأعمال التاريخية التي وجدت جدلاً كبيراً في الساحة الفنية وهي بهذا تكون قد حركت ساكنها مهما كان الرأي فيها فقد استطاعت الدراما التاريخية التي تنتجها الاستديوهات السورية أن تطرح سؤالاً عريضا في عالم الفن والدراما وأن تقدم مدرسة فنية ما زال يدور حولها لغط كثير وإن كانت قد نجحت بشكل أو بآخر في خلق نوع من التنافس الشريف بينها وبين الدراما المصرية التي ظلت مسيطرة لعدة سنوات خلت على كل مفاتيح الدراما في الوطن العربي.
بعضهم وصف الاتجاه الفني نحو الدراما التاريخية بأنه محاولة من الفنانين للهروب من الواقع الذي يوصف دائماً بأنه مرير والبعض الآخر برر ذلك بنوع من الموضة قد تدوم لسنوات لكنها سوف تزول عاجلاً أم آجلاً ولكن بغض النظر عن مكانة المسلسل التاريخي في خارطة الفن العربي أعتقد أنه استطاع الفنان العربي أن يقدم نوعا جديداً من محاولة اكتشاف الذات بالرجوع إلى الماضي وتحريك مكامن الأمة حتى لو أن هذا الفعل الثقافي الدرامي نوع من الموضة الدرامية فهي موضة ممتعة تستحق الاستمرار والتقدم على أن نكسبها نوعا أكثر من الصمود بتقديم نماذج تاريخية جيدة تستحق أن نكشف عنها ليس للعالم العربي فحسب بل إلى العالم أجمع لتعم الفائدة.
|