اشتهر العرب بفصاحة اللسان وجزالة القول وصدق الفراسة وحسن الاستبصار، ويستدلون على نبوغ الرجل وحذقه وعلو شأنه بأمور منها منطقه وحديثه، ورسالته أو مبعوثه، وهديته، فهي معطيات يقيّمون بها المرء - رجلاً أو أنثى - وطول باعه في قومه، ومن لم يبلغ مرحلة الرضى في التقويم الاجتماعي قد يدرج في سلم ذوي العي وهو افتقار الإنسان لنسب مرتفعة ليصل إلى مرحلة القبول والتقبل من الآخرين في أقواله وأفعاله وإن لم يصل إلى درجة الكمال فيهما.
التعالي والغرور والصلف خاصة عند من لا يملك مقوماتها - على أقل تقدير - تعد من ضروب العي بل والحماقة التي تجبر المجتمع على تجنب ورفض من يتصف بها.
البالون يمعن في التصاعد يسنده - الهواء - والمغتر بنفسه يعشق التعالي مستنداً على - الهوى - ولا يلبث كلاهما أن يسقطا.. ولم يعلن حتى حينه عن دواء للحماقة، غير أني سمعت منشدهم مردداً «ونجهل فوق جهل الجاهلينا» لعلاج بعض حالات الحماقة بمثلها.
|