ممارسة طب الأسنان في عالم اليوم

مع التقدم المتسارع للمعارف والعلوم الطبية كما هو واقع الحال في شتى أوجه المعرفة في هذا العصر قفزت الاختصاصات الطبية السنية الفموية قفزات واسعة وغدت ذات طبيعة تكاملية أوثق مع الاختصاصات الطبية الأخرى وغدا من الأهمية بمكان أن تبنى القاعدة الطبية العامة القوية لدى طبيب الأسنان حتى يتمكن من أن يمارس عمله على وجه مرض وبناء ولم يعد طبيب الأسنان ذلك الشخص الذي يعالج أسناناً لدى المريض بل هو من يعالج المريض الذي لديه أسنان تحتاج إلى علاج ولا يخفى ما في هذا من حاجة إلى صلة معرفية أوثق مع العلوم الطبية الأخرى.
إن اطراد المعارف الطبية والاختصاصات المتشعبة التي أملتها في كافة فروع الطب كان لها نصيب واسع بل جذري في مجال طب الأسنان حيث تعددت الاختصاصات والاختصاصات الفرعية وغدت ذات تماس أوسع وأميز مع حاجات الناس والمرضى وتقاطعت في مجالات كثيرة مع اختصاصات طبية أخرى ولا شك أن الصحة الفموية السنية تعتبر مرآة عامة في أحيان كثيرة للصحة العامة بل هي في كثير من الأحيان المدخل إلى التشخيص السريري لحالات مرضية موضعية وجهازية كثيرة. تتعدد الاختصاصات السنية من تلك التي تعني بترميم الأسنان النخرة والمتسوسة وما يسمى في لغتنا بمداواة الأسنان إلى تلك التي تعنى بأعصاب وجذور وخرّاجات الأسنان وتلك التي تعنى بالنسج الداعمة للأسنان أو ما يعرف بأمراض اللثة وتلك التي تعنى بتقويم الأسنان والفكين وهذه التي تعنى بتعويض الأسنان المفقودة أو ما يسمى بالتعويض السني وزراعة الأسنان وفروع أخرى تهتم بطب أسنان الأطفال وأخيراً وليس آخراً جراحة الفم والفكين وطب الفم وتغطي الحالات الجراحية الفموية الفكية بشقيها العلاجي والتجميلي الذي يشمل التشوهات السنية الفكية كما تعنى بالآلام في المنطقة الفموية الوجهية وخاصة آلام المفصل الفكي الصدغي التي غدت من الحالات شديدة الشيوع في هذه الأيام وغدت من الحالات المرتبطة ارتباطاً واضحاً بإيقاع العصر المتسارع وضغوطه الحياتية والمعرفية وغيرها.والوجه لا شك مرآة الانسان ووسيلته للتواصل مع الآخرين وهكذا فإن العناية بالجهاز الفموي تعني العناية بالنواحي الوظيفية للفم والأسنان كما المضغ والكلام والبلع وضمان صحة فموية بمنأى عن روائح الفم غير المقبولة.. كما تهتم بالأبعاد الجمالية للفم والأسنان والفكين كالابتسام والشكل..
أملي من أطباء الأسنان والفكين أن يعنوا بتحصيل معرفة شمولية أكمل تؤهلهم لتقديم خدمة مناسبة تحقق رغبات المراجعين.
لقد أولى مستشفى المملكة والعيادات الاستشارية هذا الفرع الطبي الهام عناية مميزة، فبالاضافة إلى قسم الأسنان في العيادات الاستشارية فقد تم افتتاح قسم لطب الأسنان والفم في مستشفى المملكة مجهز بأحدث التقنيات الطبية والتي تساعدعلى تقديم خدمة طبية متميزة في هذا الفرع الطبي الحيوي كما تمت الاستعانة بخبرات عالية التأهيل لتغطي كافة التخصصات الطبية السنية آنفة الذكر من مداواة الأسنان إلى علاج الجذور والتعويض السني وزراعة الأسنان وأمراض اللثة وطب أسنان الأطفال والتقويم بشقيه الوقائي والعلاجي وأخيراً جراحة الفم والفكين.والمؤمل إن شاء الله أن يكون هذا القسم في مستشفى المملكة لبنة جديدة وصرحاً طبياً مميزاً في ظل نهضة شاملة متعددة الوجوه في هذا البلد الكريم المملكة العربية السعودية.