الولادة عمل طبيعي، ولكنها كثيراً ما تكون مؤلمة ألماً شديداً، ويختلف الاحساس بآلام المخاض والولادة باختلاف أطوار المخاض، وباختلاف النساء ومدى احتمالهن للألم، ولقد تعددت المحاولات المختلفة لتخفيف آلام المخاض والولادة منذ أقدم العصور وحتى عصرنا هذا.
ومع تطور الأساليب المستخدمة لتخفيف آلام المخاض والولادة أصبح من أول الطلبات التي تطلبها الحامل من الطبيب أن تكون ولادتها بدون ألم.
وتسكين آلام المخاض والولادة يختلف عن تسكين الآلام الأخرى، فيجب أن يؤخذ في الحسبان تأثير الطرق المستخدمة على الجنين أو سير المخاض والولادة.
ومع تطور الطرق الحديثة لتسكين آلام المخاض والولادة والتي تتميز بقلة المضاعفات الجانبية على الأم والجنين وعلى سير الولادة، أصبح من الطبيعي والمعتاد جداً وخاصة في بلاد الغرب أن تكون مثل هذه الاجراءات روتينية حيث تبلغ نسبة الحوامل اللاتي يحصلن على الأبيديورال مثلاً «والتي تعرف بإبرة الظهر» لتخفيف آلام المخاض والولادة أكثر من 60 - 70% من اجمالي عدد الولادات «أي بنسبة ست إلى سبع سيدات يحصلن عليها من كل 10 ولادات».
وكي تتضح الصورة بشكل أفضل، يجب علينا أن نتحدث باختصار عن أهم الطرق المستخدمة لتخفيف آلام المخاض والولادة.
أولاً: المواد المستنشقة
وهي عبارة عن استنشاق غاز N2O «نيترس أوكسيد - الغاز المضحك» أثناء الطلق وبصورة متقطعة، وهذا النوع ذو فعالية محددة، ويجب خلطه عند اعطائه.
ثانياً: المواد المحقونة «بالعضل أو عبر الوريد»: مثل المورفين أو الأدوية الأخرى التي تنتمي لنفس العائلة «OPIOICH» فهذه الأدوية ذات فعالية أفضل من الأدوية المستنشقة ولكنها تظل محدودة التأثر ويمكن أن تصل إلى الجنين مسببة آثاراً جانبية، لذا تعطى هذه الأدوية بجرعات محدودة قد لا يكون لها تأثير فعال على تسكين آلام المخاض والولادة.
ثالثاً: التخدير الموضعي: ومن أهمها وأكثرها شيوعاً هو الابيديورال «Epidural Analgesia» والمعروفة بإبرة الظهر.
فهذه الطريقة هي الأكثر فعالية في تخفيف آلام المخاض والولادة ومضاعفاتها الجانبية وتأثيرها على الجنين وسير المخاض والولادة قليلة جداً إذا أعطيت بالطريقة والوقت المناسبين، وتستطيع الحامل الولادة بشكل طبيعي وبدون أو بأقل قدر ممكن من الألم.
وهناك الكثير من الناس يتخوفون من إبرة الظهر وتساورهم الهواجس وتسيطر عليهم أفكار واعتقادات خاطئة لا أساس لها من الصحة وأجد أنه من المفيد التعرض لها بشكل سريع حتى نتمكن من توضيحها:
* هل يمكن للحامل الولادة ولادة طبيعية عند أخذ الأيديورال؟
- نعم، فلم تثبت معظم الدراسات أن هذه الطريقة زادت من احتمالات أو عدد العمليات القيصرية لمن أخذوها، وتستطيع المرأة الولادة بشكل طبيعي عند أخذ الأبيديورال ما لم يكن هناك سبب طبي يستدعي الولادة القيصرية مثل ضيق الحوض وغيرها من الأسباب التي لا بد فيها من اللجوء إلى الولادة القيصرية بغض النظر عن أخذ أو عدم أخذ الأبيديورال.
* هل تسبب إبرة الظهر الشلل؟
- وهذا من أكثر الهواجس والمعتقدات الخاطئة شيوعاً في مجتمعنا، فاحتمالات الشلل بسبب إبرة الظهر إذا عملت بشكل صحيح تكاد تكون معدومة.
* هل تؤثر إبرة الأبيديورال على سير الولادة؟
- إذا أعطيت إبرة الأبيديورال في الوقت المناسب «أي عند توسع عنق الرحم 2-4 سم» فإنها لا تؤثر على سير المخاض.
* هل هناك آثار جانبية من إبرة الظهر «الأبيديورال» وهل احتمالات حدوثها عالية؟
- كما هو أي اجراء طبي أو عملية جراحية فإن هناك احتمالات لآثار جانبية وكذلك الحال في أي شيء نقوم به في حياتنا اليومية، أما بالنسبة لإبرة الظهر فإن احتمالات الأعراض الجانبية قليلة الحدوث.
* هل تسبب إبرة الظهر آلاماً في الظهر؟
- عادة ما يسبب الحمل والولادة آلام الظهر أثناء الحمل أو بعد الولادة سواء أعطيت إبرة الأبيديورال أو لم تعط، ولقد أثبتت العديد من الدراسات أن نسبة حدوث آلام الظهر نتيجة الأبيديورال وحده نادرة الحدوث وإذا حدثت فإنها تكون بسيطة وفي الغالب لا تستمر لفترات طويلة.
* هل تؤثر إبرة الأبيديورال على الجنين؟
- لا بل إن إبرة الابيديورال قد تساعد على تحسين وضع الجنين، وذلك بزيادة الدم والأكسجين المتدفق للجنين عبر المشيمة، لأن آلام المخاض تسبب تقلص بعض الأوعية الدموية المغذية للمشيمة مقللة الدم الوافد للجنين، وبهذا فإن استخدام الأبيديورال يساعد على تحسين وضع الجنين.
* هل أستطيع أخذ الأبيديورال إذا كنت أشكو من آلام في الظهر نتيجة لنتوء غضروفي؟
- نعم تستطيعين أخذ ابيديورال، فهذه الإبرة «الابيديورال» تعطى لعلاج المرضى المصابين بآلام في الظهر نتيجة النتوءات الغضروفية البسيطة في عيادات الألم وذلك بحقن أدوية من نوع آخر.
* ما هي ميزات إبرة الظهر «الابيديورال»؟
- هي الأكثر تأثيراً وفعالية في تخفيف آلام المخاض والولادة.
- اجراء الابيديورال يستلزم حوالي 5 - 10 دقائق.
- يستمر تأثير الابيديورال طوال فترة المخاض وحتى إن استمر المخاض لعدة ساعات.
- تأثير فعال عن التوسيع أثناء الولادة وعند اصلاح أو خياطة التوسيع.
- ارتفاع نسبة جودة الابيديورال، إذ يزول الألم عند 90 - 95% من السيدات.
- عند الحاجة إلى التدخل الجراحي مثل التوسع أو السحب بالملقط أو اجراء العملية القيصرية، فإنه بالامكان استخدام إبرة الابيديورال لإعطاء المريضة تخديراً نصفياً بحيث يمكن اجراء التدخل الجراحي بدون ألم.
قلة التأثيرات الجانبية على الجنين والأم.
* من هم لا يستطيعون أخذ إبرة الظهر؟
1- المصابون بأمراض وعلل تؤثر على تخثر الدم.
2- المصابون بالتهابات أثناء الولادة وبخراج في الظهر.
ومن هنا نستطيع القول إنه يمكننا الآن تحقيق أفضل النتائج في تخفيف أو ازالة آلام المخاض والولادة بعدة طرق أهمها وأفضلها الابيديورال بجميع أشكالها «مثل الابيديورال المتحرك «epid Walking» وغيرها آخذين في الحسبان أن هذه الطريقة أيضاً يمكن استخدامها لتخفيف آلام ما بعد العمليات القيصرية.
وتعنى وحدة علاج الألم في مستشفى المملكة تحت اشراف الدكتور أسعد الأسعد ليس فقط بعلاج آلام المخاض والولادة بالطرق المختلفة بل وعلاج آلام ما بعد العمليات القيصرية بعدة طرق منها الابيديورال أو أجهزة التحكم الذاتي PCA/PCEA».
|