قرأت كما قرأ غيري ما كتبته الأستاذة فاطمة العتيبي عن الاحتفال بتوبة الفنانات وتسليط الضوء عليهن، وكأن الإنسان لا بد أن يسلك دروب الخطأ حتى يتوب، بالتأكيد، هذا ليس مقبولاً بأي شكل من الأشكال، ولكن تجربة التائبات تختلف فهن لديهن قصور في الاهتمام والفهم لمعاني الالتزام الحقيقي لأسباب كثيرة يطول شرحها، لذا.. كان الإحساس الداخلي لديهن كبيراً وعظيماً لحب السكون والهداية عندما وجدن حياة مطمئنة وإن كانت بعيدة كل البعد عن أعين الاعلام وصفحات المجلات وحياة الشهرة التي تبهر بعضهن وتجعلهن يعشقن الأضواء، وكانت المعاناة والتعب وعدم الارتياح النفسي هاجساً حياً في حياتهن، ففي العودة لله نعمة عظيمة فيها كرم رباني على عبيده، لذا يجب أن نشعرهن بأن المجتمع العربي عامة والاسلامي يحبهن الآن أكثر ويسعد برجوعهن الى الطريق الصحيح، فليس من العدل والإنصاف أن نظل نعلق لهن ماضيهن القديم لأي سبب من الأسباب، فكلنا نعاني من أخطاء عديدة وإن كانت لاتساوي أخطاء إلا أنها حقيقة، فلماذا نحاكم التائبات وننتقدهن بدل من مدّ يد العون لهن وتشجيعهن وخاصة أننا كأبناء الحرمين الشريفين نعتبر قدوة، فهل نكون على قدر تلك المسئولية الكبيرة ونقف معهن، ولو بكلمة حق واحدة، التوبة تجعلنا أكثر سعادة بهن ولا ننسى أننا إلى الآن ما زلنا نشاهد ما قمن به أو غيرهن، ولو لم يكن هنالك مشاهدون لم يكن هنالك تلفاز ومسرح، إذن نحن نشترك معهن وغيرهن بأخطاء عديدة وخصوصاً أن وسائل الإعلام العربية وخاصة الفضائيات الفارغة أصبحت ضيفة على أغلب البيوت، وفي النهاية ماذا نقول سوى تقبّل الله توبتهن وتاب الله علينا وعلى جميع المسلمين وإن لم يكن من ممثلات وممثلين.
فاطمة سعد الجوفان
عضوة الجمعية العربية الإعلامية بدبي
عضوة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
|