لم يكن رحيل الزميلين محمد ياسين عبدالقادر مدير مكتب البلاد بتبوك وأحمد محمود شاهين مدير مكتب المدينة بتبوك أمراً سهلاً على كل من عرفهما وصاحبهما فهما فقيدان وسيتركان فراغاً كبيراً برحيلهما فلقد كان تلقي خبر وفاتهما كالصدمة وكالحلم لكنه أمر الله سبحانه وتعالى واليوم الموعود لكل نفس ولا اعتراض على قضائه وقدر فله ما أعطى وله ما أخذ.
توفي الزميلان في حادث مروري أثناء تغطيتهما زيارة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك لمركز علقان التابع لمحافظة حقل وأصيب بالحادث كذلك الزميلان محمد الهتار من مكتب عكاظ بتبوك وعلي عمر بدير المحرر بجريدة عكاظ اللذان ندعو الله ان يكتب لهما الشفاء العاجل.
ان الحديث عن الفقيدين ذو شجون فهما من أقدم الصحفيين في منطقة تبوك ولقد كان لهما الفضل بعد الله في مساعدة زملائهما ممن كانوا في بداية دخولهم العمل الصحفي كان حب العمل الصحفي يجري في دمهما كانت أخبارهما الصحفية تنشر تباعاً في صحفهما حتى اليوم الذي تمت موارتهما فيه الثرى حيث التغطيات الصحفية والاستطلاعات عن جولة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك الذي تأثر تأثراً بالغاً لهذا الحادث المروري وكانت توجيهاته السديدة لها أبلغ الأثر في النفس ومواقفه الإنسانية تجاه أسرتي الفقيدين وتكفله بتأمين المسكن لأسرة الزميل محمد ياسين عبدالقادر رحمه الله وسداد ديونه على نفقته الخاصة وكذلك زيارته لأسر الفقيدين ومواساته لهم واطمئنانه على أطفال الفقيدين انها مواقف لا يمكن لأي إنسان أن ينكرها فهي ليست بغريبة على سموه الكريم الذي عود أبناء منطقة تبوك على الوقوف معهم ومساندتهم فهذه اللفتة الكريمة من سموه الكريم خففت الحزن والألم على أسر المتوفين.
كما ان اطمئنان سموه الكريم هاتفياً باستمرار ومن خلال تواجده خارج مدينة تبوك في زيارته للمحافظات والهجر والمراكز على صحة الزميلين علي عمر بدير ومحمد الهتار اللذين يتلقيان العلاج في مستشفى الملك عبدالعزيز العسكري بتبوك لهو دليل على ما يوليه سموه يحفظه الله من اهتمام كبير بصحة الزميلين كما ان زيارته لهما لحظة عودته إلى مدينة تبوك ما يجعل الإنسان يقف إجلالاً وإكباراً لأعماله ومواقفه الإنسانية التي عمت كل محتاج فهو ماسح دمعة اليتيم وأب لكل الأيتام فلا يملك الإنسان الا أن يدعو الله ان يجعل ذلك في موازين حسناته.
وأحمد الله سبحانه وتعالى ان الزميل المرحوم محمد ياسين عبدالقادر قد نطق الشهادة قبل وفاته وهذا ما أكده لي الزميل ماجد العنزي المحرر بمكتب الجزيرة بمنطقة تبوك والذي كان من ضمن الوفد الإعلامي المرافق في جولة سمو أمير منطقة تبوك حيث كنت على اتصال به لحظة وقوع الحادث وإسعافهم لمستشفى حقل فهذا والله من حسن الخاتمة فكل من عرف هذا الرجل رحمه الله عرف طيبة قلبه وكرمه لحد السخاء وتسامحه مع الجميع لقد كان آخر لقاء لي بالمرحوم محمد ياسين أثناء حضوره لي في المنزل ومعه الزميلان اللذان يرقدان الآن في مستشفى الملك عبدالعزيز العسكري من جراء هذا الحادث محمد الهتار مدير مكتب جريدة عكاظ بتبوك وعلي عمر بدير المحرر بجريدة عكاظ بمنطقة تبوك لتقديم التعازي لنا في وفاة شقيقي الشاب علي محمد العطوي رحمه الله قبل ما يقارب ثلاثة أشهر فهما رحمهما الله من رجال المواقف وكذلك المصابان في المستشفى علي بدير ومحمد الهتار فالإنسان لا يملك الا ان يرفع أكف الضراعة إلى الله وعز وجل بأن يرحم المتوفيين محمد ياسين عبدالقادر وأحمد محمود شاهين اللذين لهما من الحب والوفاء في نفوسنا جميعا وان يشفي المصابين محمد الهتار وعلي بدير وان يعيدهما إلى أسرهما وأطفالهما سليمين معافيين وان يشفي كافة مرضى المسلمين. {انا لله وانا اليه راجعون}.
|