|
|
يتهادى مع طلائع الفجر الباكر جمهرة من المعلمين والمعلمات نحو معاقل التعليم كل بتخصصه وعلمه يتسابقون في اتجاه موحد صوب عقول وأذهان أبنائنا طلبة المدارس.. هؤلاء (المعلمون) الذين يتكبدون عناء ومشقة غرس المفاهيم وتصحيح السلوكيات ومجاهدة الكبير قبل الصغير ويتطلب عملهم القيام بعمليات معقدة في كل عام دراسي من ذلك تنقية ما يصطبغ في سلوك وطباع الطلاب والطالبات من عادات وسلوكيات اكتسبت ما بين فصل دراسي وفصل اخر إن كان على مستوى الافعال أو الصفات او الأقوال ففي كل بداية فصل دراسي يفاجأ المعلمون والمعلمات بسيل متراكم من المصطلحات اللفظية المزرية على الأسماع وأفعال غير مستحبة وتجانب الذوق العام وهي وإن قلة في بعضها كماً فلا يستهان بتأثيرها على بساط واقع البيئة نوعاً عطفاً على خصوبة ارضية المتلقي (الطلاب) الامر الذي قد يسهل تصنيفها كاحدى الصفات او السلوكيات المحصنة ضد إعادة التشكيل او التنقية لهذه الصفات المكتسبة الإفراز الذي استقي من غير مصدر ولك ان تتخيل حجم التطور والنمو الحاصل في عقليات الطلاب خلال اجازة الصيف وحجم ما تلقوه من وسائل البث الحية والمتداخلة في اهدافها وتوجيهها المؤثر على عقلية هؤلاء الطلاب الذين مازالت صياغة السلوكيات وتمييزها في طورها المبدئي وحجم ما خلفته حالات الغياب المتكررة لعمليات التلقين الأسري أضف الى ذلك حجم جملة التنازلات الاسرية عن بعض المهام المناطة بها كأحد معاقل صنع القرار التربوي في بداية تنشئة الابناء والبنات.. هذه العوامل مجتمعة تسهم في تواري جزء مما سبق غرسه في عقول هؤلاء الطلاب على مدار عام دراسي كامل خلال الإجازة الصيفية يضيف ذلك عبئاً غير منخفض التكاليف على العملية التربوية والتعليمية والقائمين بها ذلك ان هذه العملية لا تطير بجناح واحد فهي على أتون الزمن تقلع في الملكوت بجناحين فلا تربية بدون تعليم ولا تعليم بدون تربية ولو افترض تساوي الحد المدفوع للعقول الناشئة تربويا في بدايتها مع الحد الخاص بما سحب من منهج تربوي وتعليم سبق دفعه خلال مدة محددة بالوقت فهذا لا يبرر تجويز بقاء الحال على ما هي عليه فالتربية كمطلب يراد به التدفيع القيمي المقنن باشتراطات معلومة الكنه عهد لها ترسيخ المبادىء التوافقية وفق المشروع بغية البقاء على سلم الاخلاقيات بقيمة زمنية طويلة الامد وعائد متلازم مع التطورات المعقدة لما يحيط ببيئة الطلاب وهي على ذات المسار ليس لها التنازل عن مدفوع واحد سبق تقييده كغرس في عقل وذهن طالب ولو حتى واحد في ظل تزايد الاستهلاك المقنن للغرسات الأولية في السلوك والتي تنتزع بايدي جملة من إقطاعيات مازالت سارية المفعول سواء اكتسبت او مررت بطريقة أو أخرى هدمت جزءاً مما تعلمه ابناؤنا الطلاب في سابق الوقت ومن هنا فإن تعميق الرسوخ الذهني للقيمة التربوية والتعليمية في عقل الطالب يجب ان يكون من القوة والمناعة بحيث يصعب استهواؤها او تنزيلها من على الاطار المرجعي للعقلية التي تنشىء في بدايتها على انتهاج قيم واخلاقيات تربوية دفع الكثير من أجل ديمومتها على أنه في حال زاد حد التكليف في إعادة بناء القيم الأخلاقية في كل مرة لنفس الوحدة مع كل بداية عام دراسي فهذا يعني تأثر الجانب المقابل والمتعلق بعملية البناء الأولية والوسطى لما بدئ فيه في وقت سابق لأن العمل التعليمي تراكمي يصعب بناؤه ومن السهل نزوله اذالم يجد روافد تدعم بقاءه مدة فرضية معها يصعب تنازل الفرد عنها وفي هذا الحيز الزمني من الوقت العالمي وما يحفه من تعقيدات وسهولة اتصال فإن المربين قبل المعلمين والمعلمات يواجهون مدا من التحديات يتطلب تكثيف المناهج التربوية التي تؤز طابع التعلق الأخلاقي والتمسك بالمبادىء الممنهجة مع ضرورة تقوية عزيمة النشء الطلابي للملتقيات التربوية والتعليمية بحيث يتوسع الإدراك بقيمة ما يعطى ويغرس في ذاته مع ضرورة الحفاظ على اكبر قدر من المخزون المعرفي وإحاطته بسياج من الحصانة الذاتية ليقاوم بالطابع السلبي الممثل للمركزية حادة الأقطاب التي تؤهل تعاطي مركب من الدونيات لتحل بديلا للغرس الصالح الذي بذل الكثير من اجل ينعه وإثماره وإن كان اكثر المتفائلين التربويين لن يكون بوسعه سوى التصديق على صيغة معرفة لما يكون من اللازم عمله وتوفير حمايته بحيث يطمئن الى جانب التربية اولا كونها الرقم الأحادي المطلوب في حساب التعليم والتوجيه ليكون هناك متسع من توجيه المسار التعليمي بدفتيه النظرية والعملية الى المستوى الذي يراهن من خلاله على تحقيقه للمعدل فوق المطلوب من الحركة التربوية والتعليمية برمتها. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |