تتلبسني الأسئلة...
كسرب الطِّيور تتلبَّس أجنحتها
إيذاناً بالسَّفر...
والسَّفر درب... طويل لا نهاية له عندي...
لحظاتي سفر متناهٍ... يتمادى بي حتى لا أدري
إنْ كنت قد أستقررت لمحة في سكونٍ خارج مركبة الرَّحيل أم لا؟!
وهذه الأسئلة تقضُّ مضجعي...
الجَّواب لا أدريه إنْ كان بالإيجاب أو بالنَّفي؟
وأذهب إلى معامل التَّحاليل؛ كيف تُفرز بالإيجاب، والنَّفي؟!
معامل التَّحليل مراكب سفر... تجوب الكريات، والخلايا، وأفئدة التَّكوين، تتعرَّف سلامةَ الحياة في هيكل الإنسان، وتكتشف الدَّخيل يهدِّد سلامتها فيه!!
التَّحليل في دخيلة الإنسان... سفرٌ في تفاصيله...، أسئلةٌ تتلبَّس مَنْ يُحرِّضه السُّؤالُ للرَّحيل...
أسئلتي... سفرٌ... سفرٌ...
وجه الأرض من حولي جسد الحياة...
النَّاس فيها كرياتها... المتنقِّلة...
الأسئلة تلاحقني رغبةً في الرَّحيل داخل معامل الكشف....
كيف، لماذا، متى....
قلقةٌ تحرِّض رحلتي، قلقةٌ أسئلتي...
اللَّوحة أمامي مشوَّشة... الأدوار تتداخل داخل كيانات الذي نعيش فيه ومعه،
الكذب...!، النِّفاق...، التَّلوُّن...، الخِداع...، الوصولية...، الاستغلال...،
كيف تتسلَّل هذه الأدواء إلى هذا الكيان وتهدِّد صفاءه، وتجرْثم نقاءه؟
متى اقتحمت هذه الكيانات الفاتكة هذا الكيان وجعلته في متاهات الفقد؟
لماذا... وإلامَ... وهل...؟!
سربُ الأسئلة يتلبَّسني...
يعدُّ لي رحلة مستديمة في بحور الرَّحيل...
متى تأذن لي أسئلتي أن أستقرَّ على الشَّاطئ؟ ارتشف قطرة اطمئنان؟
أتذوَّق لقمة ثقة؟!..
تُرى...
من يحمل معي قنديلاً كي تكون الرِّحلة في مجاهل البحور نَوراء؟
وتفضي المعامل في رحلة الإياب بالنَّفي لا بالإيجاب؟
حين يكونُ النَّفي هو الإيجاب...
ولا يكون الإيجاب نفياً في متاهات السُّؤال؟؟...
|