وكما أن «الموضات» شملت كل مناحي الحياة.. فصار لكل شيء موضة.. ولكل شيء عالمه الجديد.. ولكل شيء ابتكاراته وتجديداته.. فإن المعمار هو الآخر.. يحظى بمثل ذلك.. أو ليس المعمار عالماً ضخماً.. له خبراؤه وله كلياته وجامعاته وأساتذته وإعلامه ومبدعوه؟
** الاعمار.. عالم كبير جداً.. وعالم أوسع لدرجة أن بعض الصحف خصصت ملاحق ثابتة ومنتظمة للمعمار.. والسوق مليء بمجلات عن المعمار.. وإذا كان سعر المجلات الأخرى عشرة ريالات كأعلى سعر.. فإن أقل سعر لمجلة معمارية هو خمسون ريالاً على الأقل.
** في السابق.. كان البيت يخطط «بالرِّجِلْ»..
** يأتي صاحب البيت ومعه «الاستاد» «البناء» ويخط برجله ثم يأتي البناء ومعه العمال «مساعدوه» ويكملون اللازم خلال أسبوع ويكون البيت «بالضبط كما يريد».
** مواصفات البيت في السابق.. صِفَّه.. وجِصَّه.. ومُوقَدْ.. ومٌجَبّب.. ومصباح.. وقُوعْ =.
** أما أدوات المياه.. فهي أقرب «حيالة» أمامك.. والدِّش.. قدِر في السطح و«الْمِرزام» فضيحة.. خصوصاً إذا سال قبيل الفجر..!!
** استمر الناس على هذا المنوال سنين وراء سنين.. ومازالت أكثر البيوت شامخة باقية شاهدة على مرحلة من الزمن.. كانت عظيمة بحجم عظمة صانعيها.
** تطور العمران.. ثم انتقل إلى مرحلة البناء «ببلوك» و«حجر» أما السقف.. فهو «مرابيع» كأفضل أنواع «السْقُوف».
** ثم صار لهذه البيوت الشعبية.. مقدمة بسيطة صغيرة قبل أن ينتقل الوضع إلى فيلا من دور واحد.. ثم دورين.. ثم قصور وهكذا.
** اليوم.. صارت المكاتب الهندسية تتفنن في المخططات.. إذ يصل قيمة المخطط لوحده.. نصف مليون.. وهو ما يبني حارة بأكملها قبل أربعين عاماً.. أو ربما يبني قرى كاملة قبل نصف قرن..
** ولم يعد الأمر مقصوراً على مهندس معماري أو مهندس انشاءات.. بل صار هناك مهندسون إضافيون.. فهذا للديكور.. وهذا للواجهات.. وهذا للتصميم.. وهذا لوضع لمسة أخيرة.. وصار التصميم يأخذ عاماً بأكمله أو أكثر.. في حين كان البناء وإلى وقت قريب.. لا يجاوز ستة أشهر.
** غير أن أبرز موضة في عالم الفيلا الجديدة.. هو غرفة السيد السائق ومنافعها.
** صارت كل فيلا.. لابد أن تشمل مكاناً للسيد السائق يليق به.. يُستقطع من مساحة الفيلا.
وصار الناس يتنافسون في مسكن السيد السائق.
** اليوم.. صار السائق أحياناً له جناح خاص.. غرفة نوم.. وصالة جيدة..وكنب.. ودورة مياه لائقة.. ومطبخ مجهز.. وهاتف..!!
** صار الناس يتبارون في سكن السائق ويتنافسون في تأثيثه.. ويركبون له دشوش وتلفاز «40 بوصة» وجوال خاص.. وأمور أخرى «ليست للنشر» ولا ندري ما هي الموضة الجديدة لمسكن السيد السائق.. هل سيكون مثلاً «دبلكس».. إذا أراد أن يستقبل «سديق» أو يقيم وليمة.. أو يوسَّع صدره.
** مسكن السيد السائق.. صار أهم من المجلس والمقلَّط وغرفة النوم.. أو أي شيء آخر في البيت.
** تهانينا للسائق على هذه المنافسة الكبيرة بين كل من يشيدون بيوتاً جديدة.. وعقبال «المسبح» والحديقة اللائقة بالسائق.. ولعلهم يحضرون للسائق من يخدمه أو يسوق عنه أيضاً.. فهو «راعي طِوِيْلِة».
** وقد نرى مخططات جديدة اسمها.. فيلا السيد السائق.. أو منزل.. السيد السائق.. يأخذ تصميمة وقتاً طويلاً ومبالغ كبيرة.
أو ليست الموضة هكذا؟!! والمنافسة و«المغاير» يتطلب ذلك؟!
** نعم انتظروا الموضة الجديدة للسيد السائق.
| 
