* الرياض- محمد العيدروس:
اعتبر وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ، أن «الغلو» في الدين من أشد المحرمات، باعتباره يبعث على ارتكاب كثير من المحرمات كما أنه من أسباب الافتراق الوخيم وضرب الأمة بعضها رقاب بعض وقال معاليه أن من مظاهر الغلو وصوره المبالغة في حب بعض بني آدم وتعظيمهم والغلو في مسائل التكفير وجعل المجتمعات الإسلامية جاهلة على عمومها وهذا خطأ وباطل.
وآكد آل الشيخ في تصريحات صحفية بمناسبة افتتاحه لندوة أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو والتي سوف تعقد يوم الثلاثاء 11 شعبان بمشاركة عدد كبير من العلماء والمشايخ المختصين، أكد أنه لابد أن ننظر إلى أسباب ظهور الغلاة حتى لا نقع فيما وقعوا فيه لأن كلاً منا يريد الخير ويريد التقرب إلى الله، مؤكداً أنه ينبغي لكل من عرف عنده مظهر من مظاهر الغلو أن يسعى في مناصحته أو يدل أهل العلم عليه حتى يحاوروه ويردوه إلى الحق ويناصحوه ويبينوا له الحجة.
وقال معالي وزيرالشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد: إن الوسطية في الدعوة مطلوبة، لأن الدعوة تحتاج منا إلى تنظيم وإلى ترتيب، وإلى تعاون على البر والتقوى، ولا يصلح فيها الفوضوية، بل يجب أن يتعاون فيها أهل الحق، وأهل الخير، فإنه لا يجوز أن نكون فيها مغالين، فنذهب في الدعوة إلى تنظيمات بدعية، أو سرية، أو إلى حزبية مقيتة، أو الموالاة والمعاداة على رموز دعوة متوهمة فوضوية، نريد دعوة يتعاون أهلها على البر والتقوى، وفق منهج أهل السنة والجماعة، وحذر معاليه من الإطارات الأخرى كالتنظيمات السرية، أو الحزبيات المبتدعة، فإن هذا مخالف للمنهج الوسطي ولطريقة أهل السنة والجماعة، مؤكداً معاليه على حاجتنا إلى وسطية في الدعوة في مسألة حل مشكلات الأمة، وأن نعمل جهدنا وفق المنهج الشرعي، في أن نعمل متكاتفين، متعاونين، وأن نبذل الدعوة في الخير والإصلاح والمناصحة.
وشدد معاليه على أن الظروف الراهنة صعبة، تتطلب من الجميع الشعور بالمسؤولية، والوقوف بحزم مع ما تقتضيه، حاملين للأمانة والمنهج الصحيح وعقيدة أئمة السنة والجماعة بحق، وأن نكون خير مؤتمن على ذلك، مبيناً أن الأحداث التي وقعت في البلاد مؤخراً راح ضحيتها أبرياء من المسلمين وغير المسلمين، وفجع بها كل مخلص لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.
ولفت معاليه -في هذا السياق- النظر إلى أن تلك الأحداث كانت بسبب الأفكار والأقوال والآراء المنحرفة التي يجب أن تصد، ويجب أن يبين لأهلها، أو لمن تأثر بها، هدي الكتاب والسنة، وهدي السلف الصالح وقواعد الشريعة، لأن الشريعة جاءت بتأصيل خمس قواعد: الحفاظ على النفس، والدين، والعقل، والمال، والعرض، هذه كلها مستقاة من أدلة الشرع، وهذا مما يجب على العلماء، وطلبة العلم، والأئمة والخطباء والدعاة أن يقوموا بالواجب في هذاالأمر لأنه إذا انتشر فإن ضرره عظيم على الجميع، لا يفرق بين أحد وأحد.
الجدير بالذكر أن ندوة: (أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو) التي تنظمها الوزارة في إطار فعاليات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، ستناقش -بإذن الله تعالى - أربعة محاور، المحور الأول بعنوان: (الوسطية والاعتدال في القرآن الكريم والسنة). أما المحورالثاني: فعنوانه: (دلالة القرآن على سماحة الإسلام ويسره). وبالنسبة للمحور الثالث فكان عنوانه: (الغلو مظاهره وأسبابه).
وفي المحور الرابع والأخير فعنوانه: (استثمار تعليم القرآن في ترسيخ الوسطية ومعالجة الغلو).
|