تحقيق: وحدة الإعلام التربوي النسائية
إعداد: حسين الغامدي
عالم نقل المعلمات الذي يعج بالعديد من القصص والروايات المحزنة أبطاله معلمات تم تعيينهن في قرى نائية خارج حدود إقامتهن مما سبب لهن الكثير من المعانات والمشاكل الناتجة عن غربة المعلمة وبعدها عن أهلها.. واعتمادها على نفسها بتسيير أمور حياتها.. وفيما يلي نستعرض بعضا من القصص ترويها عدد من المعلمات المغتربات.
استقاله مبكرة
المعلمة ن ع :
تسكن مدينة الرياض وتم تعيينها في منطقة «الرويضة» التي تبعد عن الرياض «600» كيلو تقريبا، تتحدث بمرارة عن تجربة تعيينها خارج حدود الرياض وبعيدا عن أهلها، انتظرت تعييني بعد تخرجي بفارغ الصبر على أمل أن يكون على أقل تقدير في حدود الرياض القريبة وقد فوجئت بتعييني في هذه المنطقة النائية التي أذهب لها صباحا كل يوم من الساعة 3 فجراً حتى أتمكن من الوصول لمقر عملي في الوقت المحدد، وليس بالضبط فبعض الأحيان نتعرض لظروف الطريق التي تجبرنا على التأخير مثل أعطال السيارة.
وما كان مستحيلا هو سكني في تلك المنطقة لعدم استطاعة والدي وإخواني الاستقرار في هذه القرية لظروف عملهم والدراسة وأيضا عدم استطاعتي التأقلم مع تلك القرية البعيدة عن أهلي وأقاربي وقد بقيت على أمل انتظار النقل لمدة تزيد على الأربع سنين واجهت خلالها العديد من المشكلات وحوادث الطريق التي تعرضت لها العديد من زميلاتي مما أثر على نفسيتي وجعل مني إنسانه محطمة أنتظر مصيري الذي قد يكون في بعض الأحيان موت محقق من كثرة الحوادث التي نسمع عنها ونراها بأم أعيننا.
وبعد هذا المشوار وصل بي المطاف الى أن قدمت استقالتي بعد أن يئست من نقلي لمدينة الرياض وأنا أحمد الله على أن من عليّ بالسلامة من معاناتي مع الطريق والغربه.
* أمطار وضباب.. وحوادث مواصلات..
الأستاذة وفاء.. معلمة مرحلة متوسطة
تحدثت عن عدد من القصص الواقعية التي لا مستها من خلال تدريسها في إحدى المناطق النائية التي تم تعيينها بها، لا أعلم من أين أبدا أو أتحدث فكل مأساة هي عالم مليء بالحزن والأسى وكل قصة تعتبر الأقسى والأسوأ من التي قبلها.
فقد تم تعييني بعيداً عن مدينتي ولكن في قرية تبعد عن مقر سكني «300 كيلو»، وكنت أعتبر محظوظة لأن أهلي كانوا معي في نفس المنطقة وسوف أستطيع الذهاب والعودة لمنزل أسرتي بعد عناء كل يوم دراسي بالرغم من ظروف الطريق وبالأخص في المناطق الجنوبية التي يمتاز جوها بكثرة الأمطار والضباب الذي يعيق وضوح الرؤية، وكان أكثر ما يعترضنا من مشكلات هو غلاء المواصلات التي توصلنا لمقر العمل وقد تصل الأجرة في بعض الأحيان لأكثر من 2000 ريال.
وكان يعتمد على بعد المنطقة عن سكن المعلمة، بالإضافة لتعطل السيارة ورداءة سيارة النقل في بعض الأحيان.
ولكني أبقى المحظوظة بين صديقاتي فمعظمهن من خارج المنطقة بعيداً عن أهاليهن ومقر إقامتهن فواحدة من جدة والرياض والمنطقة الشرقية وتم تعيينهن بإحدى قرى الجنوب النائية ويقمن في سكن واحد.
وكان من أبرز القصص المؤلمة قصة إحدى المعلمات قد تزوجت ورزقت بمولود قبل موعد ولادته بشهرين وذلك من أثر بُعْد المسافة ومشاكل الطريق التي نواجهها بشكل يومي مما استدعى بقاء طفلها في المستشفى حتى يكتمل نموه ويتماثل للشفاء نتيجة لتعرضه لعدد من المشاكل الصحية لافتقاده رعاية أمه. وقد كانت تسافر إليه بشكل إسبوعي لتتابع حالته الصحية، وبعد يأسها من النقل اصطحبت طفلها معها لمقر العمل مما ساهم في سوء حالته الصحية وأصبحت تنقله للمستشفى بشكل يومي حتى استنفدت إجازتها الاستثنائية والاعتيادية والاضطرارية، والمؤلم بحق هو حاجتها الماسة لهذه الوظيفة مما يجعلها تتمسك بها رغم قسوة ظروفها.
لا يتسع الوقت أكثر من ذلك لذكر العديد والعديد من القصص المؤلمة للمعلمات المغتربات.
طلاق بسبب النقل
المعلمة روضة.. من سكان مدينة جدة وتم تعيينها في قرية نائية في تهامة عسير.
سأبدأ حديثي بكلمة واحدة وهي أن وظيفتي كانت سبباً في طلاقي وتشتت أطفالي وتكمن معاناتي في عملي الذي كان بعيدا جدا عن مقر إقامتي وزوجي وأطفالي وأهلي. وقد كانت السنة الأولى تجربة لي ولزوجي اعتقاداً مني بأن نقلي سيتم في مدة أقصاها سنة من تعييني في هذه المنطقة، وانتظرت أنا وزوجي على أحر من الجمر نقلي الذي لم يلح له في الأفق أي ملامح، ومر العام الأول وتلاه العام الثاني والثالث حتى ضاق بي زوجي ذرعا وقد كنت أصبره وأصبر نفسي على أمل أن يتم نقلي ونرتاح وتنتهي مشاكلنا المستمرة التي كان سببها الرئيسي هو عملي، وبقاء أطفالي بعيدا عن والدهم وعدم استقرارهم مما أثر كثيرا على نفسياتهم التي تدهورت من تشتتهم بيني وبين والدهم وحنينهم للاستقرار معي ومع والدهم بعيدا عن مظلة المشاكل التي كانت تظلنا.
ومع إصراري على عملي وأنا انتظر نقلي، كان زوجي يخيرني بين الإستقالة أو الطلاق وكنت في كل مرة أصبره واصبر نفسي بأن هذه المعاناة ستنتهي قريبا وكثيرا ما تدخل بيني وبين زوجي العديد من أقاربي وأقاربه لمحاولة تهدئة الوضع بيني وبينه على أن يتم نقلي.
وبعد هذه الرحلة المتعبة لهم يطق زوجي صبرا وطلقني وأخذ أطفالي وقد تزوج من امرأة اشترط أن تكون ربة منزل لا تعمل ابدا!!
سجن انفرادي
تحدثت بكل مرارة وألم وعيون مملوءة بالدموع بعد أن منّ الله عليّ بالنقل بعد مشوار حافل بالمعاناة مع الغربة وعدم الاستقرار. وقد بدأت مشكلتي عندما تم تعييني بمنطقة الأفلاج وأنا من سكان مدينة الرياض وكنت أذهب يومياً لمقر عملي بسيارة نقل خاصة كانت أجرتها «2500 ريال» شهريا والراتب لا يتعدى «2000»، وبعد أن كدت أن أفقد روحي في حادث سيارة فكرت في السكن في نفس المنطقة واستأجرت شقة إيجارها «4000» اسكن فيها مع بناتي الصغيرات والخادمة، ومع نهاية كل أسبوع تبدأ رحلة المشقة والعناء مع باصات النقل الجماعي التي مشاكلها ومساوئها أكثر من خدماتها، فتأخيرهم أربع ساعات عن موعد وصولها لمقر سكننا الأصلي بالرياض مما يعطلنا حتى منتصف الليل في بعض الأحيان.
أما عن كيفية حياتنا اليومية فهي تعتبر سجنا انفراديا يضمني أنا وأطفالي فلا أحد يزورنا ولا نزور أحداً ولا تتوفر وسائل الترفيه لأطفالي الذين أصيبوا بحاله نفسيه سيئة من جراء هذه الظروف القاسية، وإحدى بناتي لم يتعد عمرها الأربعة شهور في كل يوم تتعب وتمرض من ضعف الرعاية وظروف الجو السيئة وانعدام الأجواء الصحية لهم، ولكن نحمد الله على أن تم نقلي بعد صبر ومشقة.
واقول لكل معلمة وإدارية لم يشملها النقل الصبر جميل.
زوج مشلول
المعلمة.. ن.. ن
عندها أربعة أطفال وتحكي معاناة ليست ككل القصص فزوجها مشلول وهو محرمها الوحيد وتضطر للسفر معه بشكل إسبوعي بالرغم من سوء حالته الصحية ومع هذا لم ينظر لي بعين الرأفة والرحمة وفي كل مرة لا يشملني فيها النقل أزداد تحطماً ويأساً فأ نا التي اصرف على المنزل وأعول أسرتي وكلي أمل ورجاء في تحقيق حلم الاستقرار والنقل لمقر إقامتي.
ولم يكن الهدف من عرض هذه القصص المبالغة ولكن هذا غيض من فيض وكلنا أمل ورجاء في أن تحل هذه القضية بما يرضي الجميع.
ويبقى الهدف الأسمى والتضحية الكبرى هي خدمة هذا الوطن المعطاء الذي قدم لنا الكثير والكثير.
رفعنا هذا الأنين والتذمر الذي لا يبدو غريبا على مسامعكم، إلى سعادة مدير عام شؤون المعلمات في وزارة التربية والتعليم د. خالد السالم.
فكان هذا اللقاء المطول.
* هل هناك تنسيق بين وزارة التربية والتعليم «تعليم البنات» كمؤسسة تربوية وبين وزارة الخدمة المدنية فيما يتعلق بتوظيف الخريجات؟
- وزارة التربية والتعليم هي إحدى مؤسسات المجتمع الرسمية والقول ينطبق على وزارة الخدمة المدنية، فوزارة التربية والتعليم هدفها الأول هو التعليم ونشره في أنحاء المملكة وهو هدف استراتيجي تهدف إليه الدولة وأعطته جل الاهتمام في جميع خططها التنموية، أما وزارة الخدمة المدنية فهي الجهة المختصة بتوظيف خريجي الجامعات والكليات من بنين وبنات، إلا أن وزارة التربية ومع ما تقوم به من نشر للتعليم ضمت عدداً كبيرآً من الكليات يزيد على «80» كلية خرجت عدداً كثيراً من الطالبات بالإضافة إلى ما يتم تخريجه من باقي الجامعات في المملكة، ومع هذا فان وزارة التربية تعد سوقاً كبيراً لاستقبال خريجات الكليات والجامعات، ومن هذا الجانب فان هناك تنسيقاً دائماً ومستمراً بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدنية.
ويهدف هذا التنسيق إلى إيجاد التكامل بين هاتين الوزارتين في كل ما من شأنه أن يسهل توظيف الخريجات التي تحتاجها وزارة التربية للعمل في المدارس التابعة لها في أنحاء المملكة ولهذا فان التنسيق يتم عن طريق حصر احتياج المدارس من المعلمات ومن التخصصات وتزويد وزارة الخدمة المدنية بها، وكذلك في دراسة الطرق العلمية التي تسهل إجراءات الترشيح وتطوير تبادل المعلومات عن طريق وضع برامج حاسوبية تضمن الدقة والوضوح في العمل.
* هل هناك تنسيق بين تعليم البنات وبين بقية قطاعات المجتمع بحيث تلبي المؤسسة التعليمية حاجة المجتمع من الوظائف النسوية؟
- كليات البنات التابعة لوزارة التربية كغيرها من الكليات التابعة للجامعات فهي تخرج الآلاف وهذه المخرجات من القوى العاملة تتطلب سوق عمل يستوعب هذا الكم. وساهمت كليات البنات في تخريج كوادر وطنية استطاعت أن تساهم في خدمة هذا الوطن الغالي سواء في مجال التعليم أم في مجالات في قطاعات أخرى حكومية أو حتى في القطاع الخاص، إلا أنه وبصفة عامة مازالت المخرجات التعليمية لا تتناغم مع سوق العمل الذي اختلف كثيراً عن الماضي فبرزت تخصصات يتطلبها سوق العمل بينما تخصصات كانت في الماضي مطلوبة والآن قل الطلب عليها، وعليه فان التجديد التربوي هو أحد العناصر المهمة في العملة التعليمية التي لا تتوقف عند زمن معين ولابد أن يكون التجديد التربوي مستمراً وجامعاً بين الأصالة والمعاصرة.
وبالنسبة لوزارة التربية فإن معالي وزير التربية الأستاذ الدكتور/ محمد بن أحمد الرشيد يحرص ويؤكد كثيراً على التجديد التربوي في أي جانب من جوانب التربية لتحقيق الارتقاء النوعي في المستوى التعليمي للبنين والبنات.
* هل المرشحات للعمل كمعلمات يكون لديهن معرفة بالمكان الذي سوف يوظفن فيه، وما هو رأيكم تجاه بعض ما يقال عن التعيين في مدارس البنات بأن المرشحة لا تعلم المكان الذي رشحت له إلا بعد صدور قرار تعيينها؟
- حينما تتقدم الخريجة للوظيفة ويعمل لها مفاضلة وتكون لها الأولوية في المفاضلة فانه يكون لديها العلم مسبقاً بأنه تم ترشيحها للعمل في إحدى المدارس وكذلك معرفة البلد الذي تقع فيه المدرسة. وقبل هذا فان الخيارات والأماكن الشاغرة يعلن عنها في الصحف المحلية، كما أن الخريجة وولي أمرها يوقعان على تعهد يتضمن موافقتهما للعمل في المكان الذي تم مفاضلته عليه مع باقي الخريجات وأن عليها عدم المطالب بالنقل وأن نقلها لن يتم إلا حسب معايير النقل.
ومن هذا المنطلق يتضح أن الخريجة تعلم مسبقاً بالمكان الذي سوف توجه له وتدرك أنها رشحت بناء على مفاضلة بينها وبين باقي الخريجات اللاتي يطلبن نفس المكان وأن عليها عدم المطالبة بالنقل لكون هذا يتعارض مع المصلحة العامة التي تهدف إلى استقرار العملية التعليمية في المدارس وأيضاً المصلحة الخاصة حيث إنها تكون بهذا تحرم أو تؤخر ترشيح الخريجات اللاتي يطلبن نفس المكان كما أن طلبها النقل يكون من مكان محتاج إلى مكان غير محتاج وهذا يخالف اقتصاديات التعليم.
* ما الإجراءات التي يتخذها تعليم البنات للحد من المشاكل المتصلة بالتعيين في الاماكن النائية ولاسيما فيما يتعلق بالسكن والمواصلات؟
- تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم كأي جهاز رسمي في الدولة يعمل خططه الموسمية سواء الخطط القريبة أو الخطط الاستراتيجية بعيدة الأجل وذلك بقصد استشراف المستقبل ووضع البرامج التي توازن بين الكم والكيف وتتضمن الخطط دراسة وتحديد ماتتطلبه المدارس من المعلمات ونوع المؤهل والتخصصات وذلك وفق أسس ومعايير يتحدد من خلالها الكم المطلوب من المعلمات وكذلك نوع المؤهلات والتخصصات، وكان الاحتياج في السابق متاح في المدن الكبيرة والصغيرة إلا أنه ومع ارتفاع عدد الخريجات أصبحت الأماكن القريبة قد تم تسديد احتياجها من المعلمات وبدأت الفرص تضيق وتكاد تنحصر في الأماكن البعيدة ووزارة التربية ومن خلال مسؤولياتها تحرص أن يكون التعليم منتشراً في كل موقع من مواقع وطننا الغالي وهو مطلب أساسي للدولة أنفقت عليه أموالاً كثيرة لتحقيقه وعملت على أن يكون التعليم متاحاً للطلاب والطالبات في أي مكان يوجدون فيه سواء كان قريباً أم بعيداً، ومن هذا الهدف الوطني فان الحاجة من المعلمات هي وفقاً لوجود المدارس المحتاجة أياً كان موقعها، أما فيما يتعلق بسكن المعلمات ونقلهن فهو يخرج عن عمل وزارة التربية وإن كانت تشارك في بعض الدراسات والاجتماعات ذات العلاقة بتهيئة الجو النفسي للمعلمة، كالمشاركة في وضع الشروط اللازمة لمتعهدي النقل للمعلمات وذلك مع بعض الجهات المعنية بسلامة النقل.
أما من حيث السكن فهناك بعض المبادرات المبذولة من القطاع الخاص لبناء بعض المجمعات السكنية في بعض المحافظات لتسكين المعلمات والآمال معقودة بان يولي القطاع الخاص اهتماماً أكبر في كل ما يتعلق بالخريجات من توظيف ونقل وسكن.
* كيف يتم نقل المعلمة إذا رغبت النقل وهل هناك قواعد لنقل المعلمات؟
- نقل المعلمات بين الإدارات والمحافظات يخضع لقواعد مفاضلة تم إعدادها بعد دراسة وافية وهذه القواعد عملت بطريقة تحقق التوازن بين العدالة بحيث يتم نقل الأفضل فالأفضل وبين المصلحة العامة، وعليه فان المعيار الأول في النقل هو وجود الحاجة ومن ثم تطبيق قواعد المفاضلة على المكان الذي يوجد فيه حاجة وفق مفاضلات محددة ومعلن عنها للجميع وهي تاريخ المباشرة ويعد المعيار الأول في النقل وفي حالة تساوي أكثر من معلمة في هذا المعيار ينظر إلى درجة تقويم الأداء الوظيفي الأعلى فالأعلى وبعد التساوي ينظر في الغياب بعذر وبدون عذر وكلها مبرمجة آلياً وتعد حسب برنامج حاسوبي متكامل، وتوجيهات معالي الدكتور/ خضر بن عليان القرشي نائب الوزير مستمرة في عمل كل ما من شأنه أن يرفع مستوى الأداء كماً ونوعاً.
* هناك شائعات بأن نقل المعلمات يتم بالواسطة والمحسوبية ما هو رأيكم حول ما يقال عن هذا الموضوع؟
- قضية الواسطة والمحسوبية في النقل، أولاً الواسطة بصفة عامة والمحسوبية التي تتسبب بتفضيل البعض على البعض الآخر فينظر على أنها داء مجتمعي يتسبب في إعطاء حق الآخرين إلى أناس لا يستحقونه، أما في مجال نقل المعلمات فقد كانت توجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله واضحة وصريحة في تحقيق العدالة في عمليات نقل المعلمات وان يتم تنفيذ النقل وفق طرق وبرامج دقيقة تضمن العدالة وعدم التفريق لأي سبب كان بين طالبات النقل وكانت تعليمات معالي وزير التربية والتعليم واضحة وصريحة على أن تفعل العدالة في النقل وعدم التهاون، وكذلك تأكيدات معالي نائب الوزير الأستاذ الدكتور خضر القرشي الذي حرص كل الحرص على رفع أداء الكفاءة البشرية والآلية لكل ما يضمن أن تجرى الحركة بكل أمانة ودقة وتم إعلان أسس المفاضلة للجميع وعبر شبكات الإنترنت.
* هل يوجد لديكم تصور واضح عن الخروج من مأزق التعيين في الأماكن النائية وعن نقل المعلمات الذي يعد عنق الزجاجة السنوي الذي يترصد لتعليم البنات؟
- لكل جهاز همومه ومشاكله الخاصة ووزارة التربية والتعليم «تعليم البنات» لها همومها وتطلعاتها كأي جهاز آخر يقدم خدمة لشريحة من المجتمع، وتعنى وزارة التربية بشريحة مهمة للغاية في المجتمع ألا وهي المعلمات والمعلمة هي الأم والأخت والزوجة وقد حظين بشرف التعليم وقضية التعيين هي من اختصاص وزارة الخدمة المدنية وهناك تنسيق في التعيين بين الوزارتين والعمل على توطين الوظيفة وذلك بإعطاء الأولوية في شغل الاحتياج الموجود في محافظة أو منطقة للخريجات اللاتي تخرجن من الكليات في هذه المناطق والمحافظات وهذه محاولة ناجحة في تعيين الخريجة في المحافظة أو المنطقة التي تسكن فيها، إلا أنه قد لا يتقدم لشغل هذه الوظائف ممن تخرجن من الكليات التي تقع في هذه المحافظات أو المناطق وبالتالي وحرصاً على سعودة الوظائف وهو الأمل الذي تنشده حكومتنا الرشيدة يلجأ إلى الإعلان المفتوح وذلك لإتاحة الترشيح لجميع الراغبات من الخريجات، ولذا فان التعيين في الأماكن النائية هو ضرورة تمليها المصلحة العامة وهل يعقل أن تترك الأماكن النائية بدون تعليم؟ إلا انه يتوقع أن تتلاشى هذه المشكلة مستقبلاً بعد أن تستقر الخريجات في الأماكن القريبة من سكنهن.
أما النقل فهو يتم وفقاً للحاجة فهي التي تحدد العدد المطلوب نقله وللإحاطة فان ما يزيد على «75%» من طلبات النقل تكاد تنحصر الرغبات في أربع مناطق كالرياض والمنطقة الشرقية وجدة ومكة حيث تشكل مناطق جذب قوية بخلاف بعض المحافظات التي تعد مناطق طرد على مستوى السكان وهذا السبب في صعوبة نقل المعلمات هذا والله الموفق.
|