* الظهران - حسين بالحارث:
شاركت أرامكو السعودية في مؤتمر «بتروتك 2003» الذي انطلقت أعماله في المنامة في البحرين، تحت شعار «احتلال الريادة من خلال انتهاز فرص العولمة».
وقد جاءت الكلمات التي ألقيت في افتتاح المؤتمر على قدر من المعالجة الشمولية عندما طرحت بوضوح آفاق ومعضلات الصناعة البترولية في العالم ووجوه قوتها والتحديات الكبيرة التي يتوجب عليها خوضها لكي تبقى السلعة الأكثر رواجا وتأثيرا في مجمل اقتصاديات العالم. يضاف الى ذلك ان مفهوم العولمة الذي يصبغ اليوم المجالات الحيوية للدول كالتقنية والعلاقات التجارية والصناعية وتداخل الأسواق قد أخذ يغزو قطاعات النفط والصناعات البتروكيميائية ما حدا بمنظمي مؤتمر هذا العام الى جعله ركيزة في شعار مؤتمرهم.
وفي هذا المؤتمر ألقى النائب الأعلى للرئيس للهندسة وخدمات الأعمال، الأستاذ سالم آل عائض كلمة اعتبر فيها ان هذا المؤتمر يتعرض للمزايا التنافسية التي يتمتع بها الشرق الأوسط في مجال الاستثمار حيث تسعى دول المنطقة جاهدة الى الاستفادة من مواردها البترولية الاستراتيجية في توسيع اقتصادياتها وتنويعه من خلال استثمارات جديدة في الصناعات تعتمد على الطاقة وتصدير المنتجات. ورأى آل عائض ان السنوات القادمة ستشهد زيادة في الطلب على الزيت والمواد البتروكيميائية بصورة مطردة تترافق مع الزيادة السكانية العالمية.
وقال آل عائض في كلمته ان الشرق الأوسط يعد منطقة شديدة الجاذبية بالنسبة للاستثمارات المستقبلية لأسباب هي: وفرة امدادات اللقيم والوقود على المدى البعيد وما تتميز به من أسعار تنافسية اضافة الى ما تتطلبه هذه المشروعات من قوة في مجال التنقيب والانتاج وهو ما تتمتع به شركات الزيت الوطنية، كما ان الموقع الجغرافي للشرق الأوسط يجعله الموقع المثالي للاستثارات البتروكيميائية، يضاف الى ذلك عامل آخر هو التوسع الصناعي الذي تسعى اليه دول المنطقة.
وأضاف آل عائض ان الشراكة بين شركات الانتاج والبتروكيميائيات ستحقق نقلة في هذه الصناعة، مشيرا الى ان اتفاقية الغاز وتطويره التي أبرمت مؤخراً بين شركة رويال دوتش وتوتال وأرامكو السعودية تعد نموذجاً مهما لمثل هذا الالتزام باقامة شراكة طويلة الأمد بين المنتجين والمستثمرين العالميين.
وتطرق آل عائض الى مبادرة أرامكو السعودية في تأسيس دائرة لتطوير الأعمال الجديدة تتولى اطلاق المبادرات التي تزيد من العوائد بما تضيفه من قيمة الى انتاج الزيت والغاز في الشركة كما تضطلع بمهمة تحقيق أقصى استفادة من الموارد الهيدروكربونية للمملكة وأصول أرامكو السعودية وخبراتها.
وقد أكد المتحدثون في الجلسة الافتتاحية ان الجامعات هي أحد أركان العملية التنموية والاقتصادية لذا فإن مزيداً من الاستثمار المالي والمعنوي في هذه المؤسسات سيعود بأفضل النتائج على المجتمعات. ولعل هذا ما جعل منظمي المؤتمر يفردون حيزاً من اهتمام المؤتمر بطلاب الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والجمعيات العلمية.
وعلى هامش المؤتمر نظم في المركز الدولي للمعارض في البحرين معرضا متخصصا شاركت فيه نخبة من الشركات البترولية العالمية وعرضت من خلاله آخر الأجهزة والمعدات والخدمات التي توصل اليها الخبراء والمتخصصون في تلك الشركات.
وقد لقي معرض أرامكو السعودية الذي احتل مساحة بارزة في واجهة أرض المعارض اقبالا من المسؤولين والمتخصصين والزوار الذين سألوا عن مضامين عدد من العروض التعليمية عن مجالات التقنيات المستخدمة في حفر الآبار وصيانتها وتصدير الزيت وحقول الغاز الجديدة. والمعرض بشموليته يقدم فرصة للخبراء والمهتمين للتعرف على أفضل الأساليب في ادارة أهم الاحتياطات الهيدروكربونية في العالم، وشارك في معرض هذه السنة أكثر من 120 شركة مرموقة من 16 دولة.
يشار الى ان هذا المؤتمر هو الرابع الذي تشارك فيه أرامكو السعودية، وسيقدم خلاله موظفو الشركة والشركات التابعة لها 17 ورقة عمل كما سيشارك نخبة من المسؤولين والمتخصصين في أرامكو السعودية في ادارة حلقات النقاش والعروض التقنية والندوات.
|