لأن الخبث اليهودي متأصل لديه، مثل كل أقرانه من جنرالات الإرهاب، فإن أي قول أو فعل لجنرال الإرهاب آرئيل شارون لا بد أن يمهِّد لفعلة مشينة أو مخطط تخريبي لجهود السلام الساعيه لإنهاء الوضع الشاذ في الشرق الأوسط نتيجة الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين.
ولهذا فإن قول شارون في التلفزيون الإسرائيلي بمناسبة الذكرى الثلاثين لحرب تشرين الأول / أكتوبر بأنه لا يستبعد أن يتعرض الجيش الإسرائيلي لهجوم مصري وسوري كما حدث في حرب تشرين الأول/ أكتوبر - قول شارون هذا يؤخذ في سياق التصعيد والتوتر الذي يعمل له منذ وصوله للحكم وفق إستراتيجية دائمة له لخلق أوضاع وظروف ترفع وتحد من أي ضغوط دولية لفرض سلام في المنطقة.. وقد ثبت لدى الجميع أن المعرقل الأساسي والرافض للسلام المعهود هو الكيان الإسرائيلي رغم تغطيات الوسيط النزيه..!!
ولهذا فإن أقوال شارون لا يأخذها المتلقي العربي مأخذ الجد، وإن كان هذا المتلقي يتمنى أن تكون توقعات شارون هذه صحيحة، ليس حباً في الحرب، ولكن عسى أن تحقق الحرب ما عجزت عن تحقيقه كل المفاوضات الاستسلامية في ظل هيمنة الوسيط النزيه..!!
وكم يتمنى المواطن العربي أن تدفع غطرسة إسرائيل في ظل حكم شارون إلى ارتكاب حماقة شن حرب مع العرب وبالذات مع مصر وسوريا، فحرب مثل هذه لا تقتصر على مصر وسوريا، بل ستشعل المنطقة بأسرها، وإذا خاضتها إسرائيل دون دعم من الحليف الداعم والوسيط النزيه لا بد أن تلقن درساً لن تنساه وبالذات من القوات المصرية التي صنعت قبل ثلاثين عاماً في حرب أكتوبر نصراً يدرس في أكاديميات العلوم العسكرية، وليس كما تزعم وكالة الأنباء الفرنسية في سياق خبر عن توقعات شارون، حيث تقول إحدى فقرات الخبر «يشار إلى أن حرب 1973م التي سقط فيها 2700 جندي إسرائيلي و«ربحتها» إسرائيل بعد 19 يوماً من القتال ظلت في ذاكرة الإسرائيليين تمثِّل فشلاً ذريعاً لأجهزة الاستخبارات العسكرية التي لم تتوقع الهجوم الوشيك للقوات المصرية والسورية».
هذه الحرب التي نفتخر بها نحن العرب ونعدها إنجازاً حربياً - وهي كذلك - لا يمكن أن تؤثِّر فيها تراخيص محرري الوكالة الفرنسية الذين طغت الغشاوة على بصيرتهم، فهل يمكن اعتبار اجتياز قناة السويس أكبر عائق مائي واجتياز خط بارليف واستعادة صحراء سيناء انتصاراً لإسرائيل... أم يُتجاهل كل ذلك لمجرد حدوث اختراق إسرائيلي «الدفراسوار» والذي كان من أجل ترتيب سياسي يعمي بصيرة محرري وكالات الأنباء الغربية الذين يريدون تجريدنا حتى من انتصاراتنا القومية التي أصبحت مناسبات نحتفل بها...؟!
وإذا كانت الهزائم العربية كالذي حدث في حرب أكتوبر عام 1973م والانتصارات الإسرائيلية كما تصوره وكالة الأنباء الفرنسية فمرحباً بمثل هذه الهزائم... ومزيداً من الانتصارات لقوم صهيون في إسرائيل.. وفي الإعلام الغربي.
|