* غزة - بلال أبو دقة:
صادقت اللجنة المركزية لحركة «فتح» خلال اجتماع عقد أمس الأول على الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة أحمد قريع «أبو علاء».
وقد تم عرض قائمة «24» وزيراً «15» منهم من حركة «فتح» و«12» وزيراً يعتبرون وجوهاً جديدة، وسيعرض قريع اليوم الأربعاء حكومته الجديدة أمام المجلس التشريعي وسيطلب المصادقة عليها.
وقالت مصادر فلسطينية عليمة ل«الجزيرة»: إنه سيتم تعيين ناصر يوسف وزيراً للداخلية ومسؤولاً عن الأجهزة الأمنية، وسيستمر وزير الخارجية نبيل شعث، ووزير المالية سلام فياض في منصبيهما، في حين سيتم تعيين ياسر عبدربه وصائب عريقات كوزيرين في الحكومة الجديدة، أما محمد دحلان الذي كان يشغل منصب وزير الشؤون الأمنية فسيكون خارج الوزارة.
وأكد عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ل«الجزيرة»: أن الحكومة الجديدة ستضم «24» وزيراً أبرزهم اللواء نصر يوسف وزيراً للداخلية الذي سيتولى إلى جانب عضوية مجلس الأمن القومي السيطرة على جميع الأجهزة الأمنية الفلسطينية وفق النظام والقانون، منوهاً إلى أن أبو العلاء سيعرض حكومته وبرنامجها على المجلس التشريعي لنيل الثقة اليوم الأربعاء.
وأوضح زكي أن أبو العلاء عرض حكومته أمس الأول على الرئيس عرفات وعلى اللجنة المركزية لحركة فتح ولم يكن هناك اعتراضات على الوزراء، مؤكداً أن الحكومة تضم «12» وزيراً من حكومة أبو مازن المستقيلة سيكونون أعضاء في حكومة قريع، وهم: نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية، الدكتور سلام فياض وزير المالية، ماهر المصري وزير الاقتصاد الوطني والتجارة، نبيل قسيس وزير التخطيط، رفيق النتشة وزير الزراعة، عزام الأحمد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وغسان الخطيب وزير العمل، نعيم أبو الحمص وزير التربية والتعليم العالي، وجمال الشوبكي وزير الحكم المحلي، ومتري أبو عيطة وزير السياحة، وهشام عبدالرزاق وزير شؤون الأسرى، وانتصار الوزير وزير الشؤون الاجتماعية.
وأضاف زكي ستضم حكومة قريع وجوهاً جديدة تدخل الوزارة لأول مرة فاللواء نصر يوسف سيشغل وزيراً للداخلية ويحيى يخلف وزيراً للثقافة والدكتور جواد الطيبي وزيراً للصحة، أما الدكتور موسى الزعبوط الإسلامي المستقل وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة مدينة غزة، وزهيرة كمال «من حزب فدا» وأحمد مجدلاني «جبهة النضال» وتيسير خالد «الجبهة الديمقراطية» فلم تعرف الوزارات التي سيشغلونها، كما تمت إعادة الدكتور عبدالرحمن حمد كوزير للطاقة والموارد الطبيعية وياسر عبدربه وزيراً للإعلام.
وقالت مصادر عليمة في الجبهة الديمقراطية المعارضة لاتفاقية أوسلو إن الجبهة قررت المشاركة في الحكومة، لكن ليس معروفاً ما إذا كان الخيار سيبقي على تيسير خالد ممثل الجبهة أم أن قيادة الجبهة ستختار شخصاً آخر.
وقال أحمد عبدالرحمن مستشار الرئيس ياسر عرفات في تصريح صحفي تلقت «الجزيرة» نسخة منه: إن أبو العلاء يريد حكومة ترضى عنها القوى الفلسطينية وأن يشارك فيها أكبر عدد ممكن من القوى الفلسطينية، حيث نريد أن يكون جميع أبناء الشعب الفلسطيني والقوى الفلسطينية متفقين على برنامج واحد سياسي وأمني، وأكد أن الحديث عن حكومة وحدة وطنية أصبح مبالغاً فيه بعد أن أعلنت بعض القوى مثل حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» أنها لن تشارك في هذه الحكومة، وإن كانت مستعدة للحوار حول الوضع السياسي والأمني للخروج من مأزق الوضع الراهن بسبب الحصار المفروض على الرئيس ياسر عرفات والانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل.
يشار إلى أن حركتي «حماس» و«الجهاد» رفضتا مؤخراً المشاركة في الحكومة الفلسطينية التي سيشكلها رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف أحمد قريع «أبو علاء» وأكدتا أن رفضهما ينبع من موقفهما المبدئي المعارض لاتفاقية أوسلو التي أبرمت قبل عشر سنوات.
وفي مؤتمر صحفي عقده الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي بمناسبة دخول الانتفاضة عامها الرابع رفض ياسين رفضاً قاطعاً الانضمام إلى حكومة قريع؛ إلا أن حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» رحبتا بالحوار مع رئيس الحكومة المكلف على قاعدة التمسك بالثوابت الفلسطينية وحماية وحدة الشعب الفلسطيني وأكدتا أنهما لن تقفا حجر عثرة أمام تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال اسماعيل هنية القيادي السياسي البارز في حركة حماس ل«الجزيرة»: لا بد أن يكون شعار المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الوحدة الوطنية لصد العدوان واستعادة الحقوق المغتصبة..
وكان أحمد قريع رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف قال مؤخراً: أنه سيجري مشاورات مع مختلف الفصائل والشخصيات الفلسطينية المستقلة للوصول إلى حكومة وحدة وطنية تمثل الجميع.. مؤكداً على أن حكومته تعتمد مبدأ التشاور داعياً الجميع إلى مساعدته وانجاح مهمته في اطار من الوحدة الوطنية الشاملة..
هذا وكررت إسرائيل أنها لن تتعاون مع أي حكومة فلسطينية يسيطر عليها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وطالبت قريع «أبو علاء» بأن يبرهن على أنه شريك سلام حقيقي عبر قضائه على البنية التحتية لفصائل المقاومة الفلسطينية فور توليه منصبه.
|