(1)
** (برتني سبيرز) مغنيةٌ أميركيةٌ لم تتجاوز «الثالثة والعشرين» من عمرها (ولدت عام 1980م).. مثَّلت وتُمثِّل ظاهرة فريدة في أغاني «البوب».. فقد استطاعت - رغم صغر سنِّها - أن تتقدم الصفوف «الفنية» فتحظى «بمكانة» لم يبلغْها كثيرون قبلها.. أو معها..!
** «توطئةٌ» ضرورية لمن لا يعرف «برتني» من «مجايلينا» ومن «سبقنا» ومن «لحقنا».. وإن مثَّلت لأجيال أبنائنا - «ممن يهتمون بالأغنية الغربية» - نموذجاً ذا لون وطعم ورائحة..!
** ليكن هذا كما نفهمُه من واقع «الممارسة» لا من واقع «المحاكمة».. فليس مهماً أن نراها (وسواها) «نجوماً» في السماء.. أو «ذرات» رمل على الأرض.. إذ الأهم أن نعرف أن الساسة الأميركيين - وهم في بدء تحضيرهم لانتخاباتهم الرياسيّةِ القادمة (2004م) - يستعينون بها لتُقدِّم رؤيتها التي يثقون بتقبل «الشباب» لها.. وقد التقت بها محطة ال C.N.N - مؤخراً - فقالت:
* «.. علينا الوثوق بكل قرار يتخذه الرئيس.. وتأييده فيما كان وما سيكون..»..!
(2)
** لغةٌ غريبةٌ على مجتمعٍ «ديموقراطي يؤمن بحكم المؤسسات».. ويظل «الفردُ» فيها رقماً ضمن أرقام تتكامل لتدل، وحين تنفرد تضمحل..!
** لم يبق «للآنسة برتني» إلا أن تكرر ما قاله (الروائي الأميركي مارك توين 1835- 1910م) من أن الرئيس لا يخطئ والفرقُ أنه كان «هازئاً».. وهي كانت جادة.. ووُصِف «المبدع» «بالخيانةِ» لمعارضته السياسة الأميركية في «الفلبين» أوائلَ القرن الماضي، وتصدرت «الراقصةُ» «الواجهةَ» لموافقتها على السياسة الأميركية «الحالية» في «العراق وأفغانستان»..!
(3)
** برتني سبيرز» فنانةٌ جميلة ذائعةٌ تعيشُ «المجد» و«الثروة».. فمنذ «ألبومها».. Hit me baby one more time وحتى آخر أغنياتها..I am slave for you وهي تتربعُ على «القمة».. وصار لها «صوت» يُسمع.. و«صيتٌ» يشفع.. وبدت ذات تأثير تجاوزَ محيطَ «التطريب» إلى منطق «التعليب»..!
** هكذا يُصاغُ «الرأي» في دولة «الرأي».. والفرق «قرنٌ» بين «شكلانيّة» (برتني) «الصبيّة المليونيرة».. و«عبقرية» (توين) صاحب (عصر الذهب).. و(الأمير والفقير).. و(توم الحطاب).. الذي «حطمته» «الديون» و«الأمراض» حتى مات وحيداً.. رغم أنه مثَّل «نقلةً» كبيرة في «الثقافة الأميركية» جعلت (أرنست همنجواي 1899- 1961م) يقول عنه:
* إن أدَبنا بمجملِه يصدر عن كتابٍ واحدٍ وضعه «توين» وهو «هكليري فن»..!
(4)
** مفارقةٌ مذهلة في «قمة» العالم التي لم تعدْ تختلف عن «سفحه».. والسبب لا يتجاوزُ أن «الحرب» تخلق «مناخاتٍ» مختلفةً خارج إطار «العقل» و«القانون» و«العدل» بحيث تضيع «الأصواتُ» الهادئةُ التي تحاول قراءة الواقع «برويّةٍ» .. دون أن تقفز على «المقدمات».. أو تبتسر «النتائج»..!
** هي «الحرب» تضعُ وترفع.. وتغدو مطربة «البوب الجديد» مُنظَّرةً ذاتَ منطقٍ «تحليلي» و«دَعَويٍّ» فاعل.. في حين يشكو «الإعلاميون» الأميركيون «المحترفون» - كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية - من «التكميم» و«التعتيم» و«الخوف».. وهي ذاتُها (أي الحرب) التي جعلت «توين» خائناً.. و«الحقيقة» مضطهدة.. و«الحق» غائباً.. و«الاحتلال» تحريراً.. و«الجهاد» إرهاباً..!
(5)
** لا تعجبوا لو قامت «أميركا» - في عام انتخاباتها حتى نوفمبر 2004م - «بتيسير» أو «توجيه» عمليات «عنفٍ» داخلها.. أو في أماكن.. نفوذها لتثبت أن ما تسميه «حرباً على الإرهاب» يحتاجُ إلى تضافر كل القوى «الفكريةِ» و«السياسيةِ» و«الاجتماعيةِ» خلف قيادتها «الجمهورية المحافظة».. وهو ما تقوله «صحافتها» بأقلام «كُتَّابها».. حتى لا يأتي متعجل يحسب ذلك ضمن سياق «نظرية المؤامرة».. فقد كتب (جوناثان آلتر) في مجلة «نيوزويك» في «عدد 19 سبتمبر 2003م»:
* .. هل تتيح هجماتٌ إرهابيةٌ أخرى على الأرض الأميركية الفرصةَ كي يستغل «بوش» سياسته الوطنية أم تجعله عرضة للوم..؟.. إن ذلك يعتمد على التوقيت.. فإذا وقعت الهجمات قريباً فمن المرجح أن تضره، وإذا وقعت قبل الانتخابات بقليل فمن المرجح أن تدفع الناخبين للالتفاف حوله..!
(6)
* «الحربُ» - سوى ما سبق - رديفُ «العنف».. وكلاهما حين يحكمان «الأنظمةَ» - سواءٌ منها الديموقراطية والتوتاليتارية - يُولِّدان أجيالاً «رافضة».. «متطرفة».. لن تقبل «الدنيّة».. ولن ترضى «الهوان»..!
** ليس هذا خاصاً بنا.. فكلُّ الأمم (بمن فيهم الأمة الأميركيّة) تُناضلُ من أجل «أرضِها» و«عرضها».. وإذ نسميه «جهاداً» أو «مقاومة».. يسمونه «تحريراً» أو «حرباً مشروعة»..!
** لقد «سعت» الأمة الإسلامية - في وقت تفوقها «المادي» و«العسكري» - إلى «توسيع» نطاقات نفوذها.. فامتدت «شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً» في منظومة «جهادية»/ «أخلاقية» ذات قيم رفيعة تحمي «البشر» و«الحجر» و«الشجر».. وتُؤمِّنُ حياةَ الناس ومعتقداتهم.. وتقدم لهم «المواطنة» الكاملة مع فرضِ «الجزية» الشرعية المقنَّنة..!
** كان هذا جهادنَا.. الذي يحاولون «وصمه».. فما الذي يقومون به اليوم غير «الاحتلال».. و«التخريب».. و«قلب أنظمة الحكم».. و«القتل».. و«السحل».. و«الاستيلاء على الثروات».. و«ترميز عملاء».. و«نصر الظالم».. و«الانتقام من المظلوم».. و«قهر المستضعفين».. و«إثارة الفتن الطائفية».. ثم يَدَّعُون أنهم جاءوا «للتحضير».. و«التحرير».. ونقل «الشعوب» من «التخلف» إلى «التقدم».. ومن «الدكتاتورية» إلى «التعددية»..!
* مفاهيم مقلوبة.. ولغات متناقضة.. وقيمٌ مفترىً عليها..!
(7)
** في كتابه (الوجهُ الآخرُ للخداع) - المنشور عام 1990م والمترجم إلى العربية عام 1995م - يؤكد (فيكتور أوستروفسكي) - بالوثائق - أن غزو «العراق» كان «مبيّتاً» لا من «الولايات المتحدة» بل من قبل «عصابة يهود» التي تحتل فلسطين.. فمنذ عام 1986م عقب القصف الأميركي «لليبيا».. بدأت «الموساد» خطواتها لإثارة «الأميركيين» ضدّ «العراق».. واكتملت «الخطة» بما أطلق عليه «برش فاير» التي هدفت إلى تصوير نظام العراق مصدراً لكل الشرور.. وزعيمه خطراً على العالم.. وتضخيم «مذبحة حلبجة» (التي لا يزال الشكُّ يحوم حول منفذها الحقيقي باعتراف خبراء ال C.I.A نفسها).. وتنتهي تلك الخطط بدعوة أميركا للتدخل العسكري في منطقة الخليج خصوصاً والشرق الأوسط والعالم الإسلامي بكامله..!
(8)
** سيحلفُ بعضُنا أننا «نحلم».. وسوف نحلم أننا «نعلم».. وأن «الأحداث» التي نعيشها - منذ اغتصاب فلسطين - «لعبةٌ» أممية دخلناها «بإرادتنا».. و«إدارتنا».. وأننا نعرفُ طريق «الخلاص» لكننا ننأى عنه لأن لنا «مصالح» كما لهم «مصالح».. ولنا «حسابات» كما لهم «حسابات».. ولدينا - مثلهم - «برتني» تقود.. و«توين» يقاد..!
** اختلطت «الأوراق» و«المفاهيم».. ومن يدِّعي أنه فهم فقد وهم..!
* لم تغلق الستارة..!
|