* أعد الحوار - سليمان العيسى:
مدرب كثر الحديث عنه.. قال البعض: لقد نجح في تدريبه وأثبت مكانته كمدرب وطني مؤهل، وقال البعض الآخر إنه حتى الآن لم يقدم العطاء المطلوب منه، ووصفه البعض الثالث بالسعي وراء الشهرة دون ارتكاز..
ووسط كل هذه الأقوال كان لنا رغبة استضافته.. ليقول هو رأيه بصراحة في كل الأحكام التي تضعه موضع الانتقاد.. ونمضي معه في جولة سريعة وصريحة لمعرفة آرائه في قرارات العقوبات وفي اللوائح والنقد الرياضي والتحكيم ومستوى الرياضة في بلدنا..
وكان أخيراً هذا الحديث الذي ننشره على مسؤولية الأستاذ حسن سلطان مدرب نادي النصر السعودي بالرياض.
* أنت كمدرب عاصرت الحركة الرياضية بتدرج.. أي مكان في نظرك تقف فيه الآن؟؟
- أنا أعتبر نفسي في نهاية الشوط الأول، ويبقى على شوط ثان طويل وشاق.. فلقد قطعت حتى الآن عشر سنوات في حقل التدريب أكسبتني خبرة ليست ببسيطة ولا ينقصني إلا الزيادة في الاطلاع ولكنني أعتبر نفسي أنني لا زلت في البداية، فأين أنا من الذين سبقوني بعشرات السنين من الخبرة والتجربة.. وأين أنا منهم من حيث الاطلاع وزيادة المعلومات لذلك أمامي طريق طويل سأصله بإذن الله بالإخلاص والمجهود وطالما أنني أجد التشجيع من المسؤولين الذين يؤازرونني في ذلك.
* وماذا تقول عن مستوانا الرياضي؟
- أعتقد أن مستوانا الرياضي بصفة عامة لم يكن أحسن مما نحن عليه الآن والأدلة كثيرة.. منها أن الألعاب المختلفة أصبح لها كيان في الأندية وأقبل على تشجيعها الجماهير الرياضية ومن جهة أخرى نجد أن رعاية الشباب في تطور مستمر والكل يلمس ويقدر مجهودات سمو مدير عام رعاية الشباب.
هذا الرجل الذي يعمل في صمت وبجهد كبير في سبيل تطوير الحركة الرياضية.. وأنا أعتقد إذا تعاون الجميع معه من إداريين بالأندية ومدربين ولاعبين وجماهير كل في حقل اختصاصه، لابد وأن نصل إلى المستوى الأحسن إن شاء الله.
* من خلال تدريبك للعديد من الأندية.. ضع معالم واضحة على مشاكل تدريب كرة القدم؟؟
- مشاكل التدريب نوقشت بكل صراحة في مؤتمر المدربين الذي ترأسه سمو مدير عام رعاية الشباب وأهمها:
1- عدم صلاحية الملاعب الحالية للأندية مما يجعل التمارين عليها لا تعطي الفائدة بالقدر المطلوب.
2- عدم توفر الأدوات الرياضية عند بعض الأندية وهذا أيضاً لا يساعد المدرب على أداء عمله.
3- تدخل بعض إداريي الأندية في الشؤون الفنية للمدرب، وكذلك بعض المشجعين لا يساعد إلا على الفوضى في التدريب وأن يكون على غير هدف وخطة مرسومة وتكثر المشاكل.
4- اللاعبون وعدم مواظبتهم على التمارين مما يجعل المدرب يعيد ويكرر في عطائه ونجد أن التمارين تأخذ طابع الملل.
* أيهما في نظرك أكثر أهمية لنجاح المدرب الإدارة أم اللاعب أم الجمهور؟
- الإدارة واللاعب والجمهور.. هذه الثلاث فئات لها دور كبير في نجاح المدرب ولا أستطيع تمييز فئة عن الأخرى، ومن حيث الأهمية فأنا أعتقد أنه متى تعاونت الإدارة مع المدرب وأمدته باحتياجاته الفنية واكتفت بأن تكون الرقيب ومحاسبته على أخطائه دونما تدخل في شؤونه وعرف كل لاعب واجبه وقدر المسؤولية حقها وواظب في التمرين وتلقى كل ما يلقى عليه بشوق واهتمام وابتعد الجمهور عن التدخل المباشر أو غير المباشر بشؤون التدريب والتشجيع في حدوده دونما خلع الألقاب على اللاعبين التي لا داعي لها إلا توليد الحزازات في النفوس.. إذا توفرت كل هذه العوامل كان هناك النجاح المطلوب للنادي واللاعبين والمدرب.
* هناك اصبع اتهام يشير إليك بالقول.. لا تستقر فترة طويلة عندما تقوم بتدريب ناد معين للشهرة أحياناً أم للكسب المادي.. ما ردك على هذا الاتهام بصراحة؟؟
- لا لهذا.. ولا لذاك.. فأنا حتى الآن لم أبن عمارة من التدريب.. ولا زلت الإنسان الذي لا يبغي إلا الخير لوطنه ومحبيه.. وعن عدم استمراري مدة أطول من التي مكثتها مع كل من الأندية التي قمت بتدريبها فهي إما اختلاف وجهات النظر وهذا يحدث كثيراً في الأندية، أو أنني رأيت أن هناك أسباباً قد تجعلني أفشل في حالة الاستمرار وبالتالي يفشل النادي معي، وهذا الشيء الذي لا يرضاه أي إنسان لنفسه.
* قل رأيك بصراحة أيضاً في قرار العقوبات الذي اتخذته رعاية الشباب تجاه لاعبي المنتخب؟؟
- أنا أعتقد أن أفراد المنتخب لو أحرزوا نتائج مشرفة وكان المستوى أفضل مما ظهر به لنال كل منا.. وأنا واحد منهم المكافأة على ذلك.
لذلك كان يجب أن تكون هناك عقوبات طالما أن النتيجة عكس ما هو مفروض أن تكون كما أن رعاية الشباب لم تصدر تلك العقوبات إلا بعد دراسة وتمعن دقيقين، ثم إن حديث الأمير خالد الفيصل في التلفزيون كان كافياً للرد على جميع الأسئلة في هذا الموضوع.. ثم أريد أن أقول شيئاً بكل صراحة.. لماذا لا نقول نحن أفراد وأعضاء المنتخب أننا أخطأنا.. نعم أخطأنا.. لأننا كان لابد وأن نفوز بتلك الدورة لأننا نحن الأحسن وكان علينا أن نظهر بمستوى أفضل بكثير جداً من المستوى الذي ظهرنا به.. وأي عذر لنا في غير ذلك غير مقبول.. إذا كان علينا أيضاً أن نقبل تلك القرارات ليس بواقع العقوبة دائماً لكي نتعرف على أخطائنا في المستقبل ونحاول أن نتفاداها.
* شاركت في تدريب المنتخب الذي اشترك في دورة الخليج.. ما مدي تحملك للمسؤولية في النتيجة التي ظهر بها المنتخب؟؟
- كانت مسؤوليتي أن أتلقى تعليماتي من المدرب اأول حيث كنت مساعداً له.. ولكن هذا لا يعني أنني أجرد نفسي من مسؤولية النتائج التي ظهر بها مستوانا.. فأنا أعتبر نفسي مشاركا في أخطاء المدرب حيث أنني ورغم محاولاتي لفت نظره إلى بعض الأخطاء ومحاولة تجنبها وإصراره عليها فأنا أعتبر نفسي فشلت في عدم إقناعه بالصواب لذلك فأنا أتحمل جزءا من المسؤولية، وأرجو أن تكون تلك دروساً لي في المستقبل إن شاء الله.
* حدد بصراحة تامة أهم العوامل التي أضعفت مستوانا في الخليج؟؟
- من وجهة نظري الخاصة أرى أن أهم الأسباب التي أضعفت مستوانا في دورة الخليج هي:
1- التدريب.. حيث إن التركيز على اللياقة فقط وإهمال النواحي الفنية الأخرى الهامة والتي لا يجهلها أي مدرب كان لها دور كبير في إضعاف مستوانا.
2- عدم تقدير المسؤولية من بعض اللاعبين والاتكالية فيما بينهم ساعد على عدم العطاء الجيد.
3- عدم وجود الشخصية القوية من قبل الإداريين المرافقين للبعثة والتي كانت مسؤولة عن الفريق.
* اجتماع المدربين الأخير ما تعليقك عليه وما هو مدى اقتناعك بتوصياته؟
- كان هذا أول اجتماع لمدرب كرة القدم في المملكة، وقد نوقشت فيه أشياء كثيرة على جانب كبير من الأهمية والتي ستساعد على رفع مستوى الكرة في بلادنا.
وأنا أعتقد أن المؤتمر حقق النجاح المطلوب منه، وأما عن توصياته فأنا مقتنع بها وأرجو أن يتحقق منها ما تجده الجهات المسؤولة أنه ذو فائدة للرياضة ورفع مستواها.
* الدوري سيبدأ قريباً هل لك ملاحظات قبل بدايته؟؟
- بالنسبة للدوري القادم فأنا أتمنى وأرجو أن يوفق الله المسؤولين عن الرياضة في بلادنا الحبيبة في وضع وتنظيم مسابقات جديدة تكفل لكل ناد في المملكة أن يلعب مباريات كثيرة خلال الموسم الواحد لما فيه من فائدة تعود على اللاعب والنادي والمنتخب حيث أن كثرتها تجعل اللاعب دائماً مستعداً وفي لياقة طيبة وفي مستوى فني جيد.
* ولو أردنا تعليقك على اللوائح والمسابقات ماذا تقول؟
- وكما قلت عن الدوري.. أقول عن اللوائح.. إلا أنني متفائل جداً بعد أن قرأت حديث صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل رائد الرياضة والذي أوضح فيه معالم اللوائح الجديدة، وتبين أن هناك تغيرا كبيراً عن اللوائح السابقة وفيها الفائدة الكبيرة إن شاء الله للأندية.
* وأحد يقول إن حسن سلطان لم يحقق حتى الآن النجاح المطلوب في تدريب النصر.. ما هو جوابك؟؟
- ماذا يقصد ذلك القائل بالنجاح.. هل يقصد بطولة الدوري هو نهاية النجاح أم كأس جلالة الملك.. أم الوجوه الجديدة.. على كل حال المدة التي قضيتها مع نادي النصر حتى الآن لم تتجاوز 12 شهراً حقق فيها النادي مكاسب ليست بقليلة منها بطولة الدوري كعادته منذ سنوات وكأس أسر الشهداء.. وهناك مدربون مكثوا مع أنديتهم سنوات طوال حتى استطاعوا أن يحققوا نجاحا ملموسا.. وإن شاء الله في نهاية الموسم القادم سيصل إلى المستوى الطيب من النجاح طالما أن هناك تعاونا بين الإداريين واللاعبين والمدرب.
* الحكاية التقليدية في اعتمادك على النجوم هل هي صحيحة وما مدى اعتمادك هذا العام على الأشبال؟؟
- إذا نظرنا إلى منتخب البرازيل عام 1958م والذي فاز بكأس العالم نجده لم يتغير بعد 4 سنوات أي في عام 1962من بتشيلي بل لعب في نفس الطاقم من اللاعبين وحصل على نفس الكأس.. هل لم يكن هناك وجوه جديدة في البرازيل.. كذلك الحال مع الفريق الإنجليزي لعام 66م وهذا العام ونفس الحال مع معظم فرق العالم المتقدمة.. وأنا أسير على نفس القاعدة التي تقول طالما لديك فريق متجانس ومتفاهم ألعب به وحاول أن تحضر له فريقاً احتياطياً للحاجة عند الضرورة.
هذه الضرورة لا تعني أنني أستغني عن لاعب جاهز مثل محمد سعد أو ابن صليح، وإنما عن لاعب أما انتهى بدنيا وأعطى ما عنده أو أصيب فمنعته إصابته من اللعب.. وعن الأشبال في نادي النصر فهناك وجوه جديدة إن شاء الله سترى طريقها وفرصتها في الملاعب في الموسم المقبل.
* نود أن نعرف رأيك بجرأة وإيجاز في كل من:
أ- التحكيم ومن هو أبرز حكم نال إعجابك؟؟
ب- اللاعبين.. ومن هم أحسن ثلاثة لاعبين في الدوري المنصرم خلقيا وفنيا.
ج- النقد الرياضي ومن هو أبرز ناقد رياضي ترتاح إليه؟
- التحكيم في بلادنا يبشر بخير ومستوانا لا بأس به وأكبر دليل على ذلك المستوى الذي ظهر به الدهام في البحرين.. ولكننا نحتاج إلى المزيد وفي نفس الوقت أهمس في أذن الأصدقاء مديري مكاتب رعاية الشباب في المناطق.. أعطوا الفرص لغير الدهام والموزان والكعكي والكيال والمرزوقي للاحتكاك أثناء الدوري، فهذا أكبر تشجيع للآخرين من الحكام ودراسة أخطائهم فيستفيدوا منها.
- أما عن مستوى اللاعب السعودي فهو لا يقل عن مستوى أي لاعب آخر من زملائه اللاعبين العرب.. ولا ينقصه إلا أن يعرف قدر نفسه ويهتم بالتدريب والطاعة وتقدير المسؤولية.. فالمهارات الفنية متوفرة لدى الكثير منهم وعن أحسن ثلاثة لاعبين للعام المنصرم فهم: سعد الجوهر - أحمد عيد - البريهي.
- الذي أعرفه أن النقد الرياضي له قواعده وله أصوله والنقد بصفة عامة يدرس في الكليات والمعاهد العالية. والناقد الذي يصف أن لاعباً بأنه «بيليه» أو الآخر أنه «ديستفانو» والسبب في خلع هذه الألقاب هو أنه قد أصاب هدفا لا يمكن أن أسميه ناقدا رياضياً اطلاقاً.
أين النقد هنا - كيف يمكن أن يلعب مثل هذا اللاعب بعد أن أوصله الناقد إلى قمة اللعب في الكرة.. لا توجد أية مناسبة وإنما السبب هو أن الناقد متحمس لناد معين ويرى من واجبه كمتحمس أن «يتوصى» باللاعب الذي أسعدته الظروف فأحرز هدفا وليست مهمة الناقد أن «يتوصى» أبداً وإنما مهمته أن يمسك بيده.. أن يعطى بحساب.. وأن يأخذ بحساب.. إذا قالت الجماهير أن فلانا من اللاعبين مثل «بيليه» قال لها لا.. بل بينه وبين بيليه مئات الأهداف وعشرات السنين وألوف المباريات واللياقة والتجربة.. لذلك لا أستطيع أن أسمي كل ما يكتب الآن نقداً وإنما أسميه وصفا رياضيا.. وأرجو ألا يغضب مني زملائي وأصدقائي الكتاب الرياضيون.. وعلى كل حال أشكر كل كتابنا الرياضيين وأقدر جهودهم ومحاولاتهم نحو النجاح.
* هل تحب أن تضيف شيئاً بعد كل هذا؟؟
- ليس لدي ما أضيفه غير أنني لمست الإحراج في كل سؤال أعطيتني إياه في هذا الحديث.. وعندما يغضب هذا الحديث أحداً فسامحك الله لأنك أنت السبب.
| 
