*الرياض - الجزيرة:
هنأ سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة العربية السعودية محمد رفيق خليل المملكة حكومة وشعبا بذكرى اليوم الوطني، ونوه في حديث ل«الجزيرة» بما حققته المملكة من تقدم وتطور وازدهار في كافة المجالات.
وقال: إن احتفال المملكة العربية السعودية بذكرى توحيدها وقيامها على يد القائد العربي المظفر جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود الذي قدم للعالمين العربي والاسلامي انجازاً تاريخيا وعملا وحدويا اعتبره المؤرخون من أهم الانجازات في تاريخ العالم العربي المعاصر.. مؤكداً ان الملك عبدالعزيز رحمه الله استطاع أن يتمم مسيرة التوحيد وسط ظروف اقليمية ودولية بالغة الخطورة والتحدي.. جعلت عملية التوحيد أمراً ليس هينا وعملا ليس سهلا.. خاصة وان معظم الدول العربية والاسلامية كانت وقتئذ ترزح تحت نير الاستعمار والسيطرة الاجنبية.
وأشار السفير المصري في معرض حديثه إلى ان المملكة منذ تأسيسها انتهجت نهج التوحيد ولم الشمل في العالمين العربي والاسلامي، ولم تكن حاضرة بأي شكل من الاشكال في صف الفرقة والتمزق وشتات الامة.. فمع البدايات الاولى لتوحيد المملكة ساهم الملك عبدالعزيز آل سعود بفاعلية مشهودة في تأسيس جامعة الدول العربية، ليصبح للعالم العربي صوت موحد ومسموع في المحافل والاوساط الدولية المختلفة، واستمرت جهود المملكة التوحيدية في تأسيس منظمة المؤتمر الاسلامي كأول منظمة تضم جميع الدول الاسلامية تحت مظلة واحدة بغية الوصول الى هدف مشترك يحقق مصالح المسلمين في كافة أنحاء المعمورة.
وزاد بقوله واستكمالا لمسيرة هذا التوجه جاء تأسيس مجلس التعاون الخليجي كمحاولة جادة وصادقة من دوله الست لحماية أمن الخليج والحفاظ على مصالحه ومكتسباته التي تتهددها المخاطر والخطوب من آن لآخر.
وأبرز مواقف المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وحتى اليوم من القضايا العربية والاسلامية، وقال لقد دافعت المملكة بكل ما تملك وتستطيع عن تلك القضايا وتحملت في سبيل ذلك الكثير من الاعباء السياسية والاقتصادية، وكانت قضية فلسطين واحتلال المسجد الاقصى والقدس الشريف وما زالت من أهم القضايا العربية التي تدافع عنها وتقف بصفها وتتحمل من أجلها الكثير من الاستحقاقات والمواقف العدائية المضادة.وعدَّ توحيد المملكة العربية السعودية بأنه علامة فارقة ونقلة نوعية على صعيد خدمة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وما صاحب ذلك من توسعات تاريخية واعمار للمشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة إضافة الى شق الانفاق وتمهيد الطرق واقامة الكباري، وتسهيل كافة الخدمات من مياه وكهرباء واسكان ونقل واتصالات مما أفاد كافة مسلمي العالم في تأدية مناسكهم.. بصورة لم تكن لها ان تحدث لولا تلك الجهود النوعية وغير المسبوقة.
وأكد ان مسيرة العطاء لتوحيد المملكة قد تجلت بكل أبعادها على صعيد ما تحقق من انجازات تنموية في الداخل مشيرا إلى ان المملكة تداولت اهتمامها غير المحدود بالمواطن السعودي، وجعلته المحور الاساسي لكل أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والادارية، ونجحت المملكة منذ تأسيسها وحتى اليوم في الحفاظ على المعادلة الصعبة التي تجمع بين الاخذ بكل معطيات التقدم العلمي والتكنولوجي الحديث، وبين الحفاظ على أصالتها الاسلامية وعراقتها العربية مما جعل نموذج التنمية السعودية مثار تقدير واعتبار لدى العالمين العربي والاسلامي على حد سواء وتطرق السفير المصري للعلاقات بين البلدين وقال ومع تأسيس المملكة العربية السعودية ازدادت لحمة العلاقات المصرية السعودية قوة وصلابة، ونمت نمواً مطردا عبر مراحل تاريخية عديدة، حتى صارت اليوم عضداً وسندا لقضايا ومصالح الشعبين الشقيقين ولكافة الدول والشعوب العربية والاسلامية، ووصل التنسيق المصري السعودي حيال تلك القضايا حد التطابق والاتفاق الكامل انطلاقا من حتمية وضرورة صيانة المصالح العليا والحقوق المشروعة والمكتسبات التاريخية لأبناء الامة العربية الواحدة، وعدم التفريط في أي منها رغم كل التحديات والمتغيرات الدولية المتلاحقة التي تجتاح المنطقة خاصة في الآونة الاخيرة والتي تتطلب اكثر من أي وقت مضى التنسيق الكامل والجهود المخلصة.
وسجل في ختام حديثه خالص تهانيه للمملكة وشعبها الشقيق بهذه المناسبة الغالية على قلوب الجميع داعيا بمزيد من التقدم والازدهار للمملكة في ظل قيادة
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظهما الله والحكومة الرشيدة.
|