مدينةَ خيرِ الله قلبيَ مُولعُ
بأرضٍ ثراها مسجدٌ وعهودُ
سرت نفحةُ الجنَّاتِ من نحو روضةٍ
عليها جباهُ رُكَّعٌ وسُجودُ
أتيتُكِ ياغيثَ البلاد وخيرها
كغيمة مزن في السماء تجودُ
إذا سكبت في التُّرْبِ مخزون قطرها
تباركَ منها أتلعٌ وسُدودُ
وعيني على مرآكِ تهمي دموعُها
وحبي لمثواكِ أدمعٌ وسهودُ
مدينةَ خيرِ الله قلبي متيَّمٌ
على نفحةٍ بالطيباتِ تعودُ
سَرتْ هبةُ النسماتِ من دارِ أحمدٍ
فشاقَ إليها سيدٌ ومسودُ
أتيت إليها والهوى يبعثُ الهوى
كطيرٍ إلى نبع المعين يرودُ
شربتُ زُلالاً من هواها ونهلةً
وداويتُ قلباً قد عناه جمودُ
وألفيتني ضيفاً بدارِ نبينا
أسيرُ على مسرى الهوى وأعودُ
مشاهدُ حُب من حبيبِ قلوبنا
تعطَّرَ منها معلم وعمودُ
فتغسلُ قلباً قد تداوى بحبها
ووافاه منها موثقٌ ووعودُ
حبيبةَ خير الله أنت أنيستي
إذا حلّ بالعين الحزين سُهودُ
حبيبةَ خيرِ الله أنتِ صبابتي
وفيكِ لعشقي موئلٌ وسدودُ