التعامل فن لا يجيده إلا القلة القليلة من الناس، والإنسان الأنيق في تعامله وحديثه وتصرفاته يقتحم أعماق كل من يقابله.
الإنسان الأنيق في تعامله يحظى باحترام الجميع ويجبرهم بطريقته المهذبة على الاصغاء إلى حديثه لأنهم يعرفون مقدماً بأنه لن يصدر كلمة جارحة لأي فهم أو يتجاوز حدود الذوق الخاص أو العام!
إنَّ اناقة التعامل لا تبدو ظاهرة للعيان في الحديث أو ترتيب الكلمات فقط بل تتعدى ذلك إلى الحركات الجسدية والايماءات وقد تصل إلى الصمت أحياناً أو النظرات احياناً أخرى.
ان اناقة التعامل كثيراً ما تنعكس على صاحبها الذي يكون محل اهتمام كل المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه أو يتعايش معه مما يجعل اناقة التعامل تفوق الآف المرات جوانب الاناقات الأخرى.
كم هي المرات التي أجبرنا فيها أنفسنا عن قناعة تامة ورضا تام بالخروج من قوقعة كلامية مملة تفتقر إلى مثل هذه الاناقات أو ترتيب الأفكار والكلمات والحركات ايضا!
وكم هي المرات التي بقينا نعيش نفس القناعة مأسورين في قوقعة الرضا للإصغاء بكافة جوارحنا ومشاعرنا لكلمات أو ممارسات تزيدنا سعادة بأن ما يصل اسماعنا إنما جاء بشكل انيق يجعل من الصعوبة بمكان صرف الانتباه أو حتى التخلي عن مساحة المكان دون رجعة!
وعندما نتحدث عن أناقة التعامل لدى البعض فإن تلك الاناقة لا تتأثر بحال من الأحوال بغضب صاحبها ذلك الإنسان الأنيق أو فورته النفسية فترى الغضب والانفعال يزيدان من اناقة كلماته وحرصه لأنه يعرف كيف يُصدر كلماته في تلك اللحظة وان كل كلمة محسوبة عليه مما يجعله لا يفقد تلك الخصلة في لحظة غضب بل كثيراً ما يبتعد عن الكلمات الجارحة فيكون على الدوام أقل الخاسرين وأكثر المحبوبين من الجميع.
حتماً... لن تتساوى أفواه تنطق بالوقار مع أفواه تتفنن في إشعال النار!
|