* تصوير - فتحي كالي
* الرياض - فارس القحطاني:
أقيم صباح أمس المؤتمر الصحفي لعملية فصل التوأم المصري وذلك في قاعة الاحتفالات الكبرى بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني، وفي البدء ألقى سامي الشعلان مدير العلاقات بمستشفى الحرس الوطني كلمة ترحيبية بالحضور وبالفريق الصحي المشرف على العملية ثم ألقى السفير المصري محمد رفيق خليل كلمة جاء فيها:
كم تأثرت مشاعر المصريين جميعا ازاء هذا العمل الانساني الكريم، وكم اتجهت قلوب ملايين المصريين صوب هذا المكان، الذي نفخر به جميعا بالدعاء الى سمو ولي العهد حفظه الله وبالدعاء أيضا الى الله عز وجل ان يكلل مساعي الفريق الطبي بالنجاح والتوفيق، وان تعود تاليا وتالين إلى أرض مصر سالمتين معافاتين بحوله وقوته.
ثم ألقى السفير السوداني عثمان الدرديري مبارك كلمة قال فيها إن هذه المناسبة تتحدث عن نفسها وهذه العملية التي يشرف عليها د. الربيعة ليست بجديدة بل هي عطاء متواصل وهي الى جانب ما تمثله من انجاز طبي يضاف الى سابقه فإنها تمثل نبض الشعوب ودليلا على تفاعل المملكة مع المجتمع الدولي.
ثم قدم السفير الماليزي تنسييري وان مختار كلمة عبر فيها عن شكره لمستشفى الحرس الوطني وعلى دعوته لحضور هذا المؤتمر ودعا في نهاية كلمته الله ان تتكلل هذه العملية بالنجاح.
وعن عملية فصل التوأم المصري تحدث الدكتور عبدالله الربيعة المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ورئيس الفريق الطبي قائلا: بداية أنقل اليكم تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الذين يتمنون للفريق الطبي والطفلتين «تاليا وتالين» النجاح والتوفيق والعودة الى وطنهما سالمتين معافاتين. وأضاف: لقد استقبل الفريق الطبي 21 حالة توائم متلاصقة وتم اجراء عملية فصل توائم لـ6 فقط وهذه هي السابعة وأما البقية فلم يتم اجراء الفصل لهم لأسباب طبية وأسباب دينية من حيث التضحية بطفل لحساب الاخر وقد علمنا عن التوأم منذ شهرين وعندما علم سمو ولي العهد بأمر التوأم أمر بنقلهما الى مدينة الملك عبدالعزيز الطيبة بالحرس الوطني وتقديم كافة تكاليف السفر والعلاج على حساب سموه الخاص، فقد تبنى خادم الحرمين الشريفين التوائم الثلاثة الاوائل والأمير عبدالله تبنى بقية التوائم. وقد قام الفريق الطبي فور وصول التوأم المصري باجراء الفحوصات الطبية اللازمة وعلى ضوء ذلك عقد الفريق عدة اجتماعات ومن خلال الفحوصات اتضح أن التوأم المصري متصلان في أسفل الصدر وتجويف البطن ومشتركان في الاضلع والغضاريف السفلية وأسفل عظمة القص وكذلك مشتركان في كبد واحدة ويعيشان بقلبين منفصلين كما يوجد ثقب في قلب الطفلة تالين.
وأضاف: كما قرر الفريق الطبي وبناء على الفحوصات الأولية والمقطعية والاشعاعية أن يتم اجراء العملية يوم السبت 4/10/2003م كما أقر الفريق الطبي اجراء عملية وهمية تجريبية اليوم الثلاثاء للتأكد من التنسيق بين أفراد الفريق الطبي، وأشار د. الربيعة الى ان عدد الفريق الطبي المشارك بشكل مباشر يبلغ 45 طبيبا والفريق الطبي المشارك في اجراء العملية 19 طبيبا بمشاركة عدد من التخصصات.
عقد ذلك تحدث عدد من الاطباء المشاركين في العملية وقدموا بعض التوضيحات في مجال تخصصهم والعقبات التي يواجهونها وكيفية تفاديها، فقد أوضح الدكتور محمد الجمال (قسم التخدير) أن تخدير المريض يتم وهو مستلق على ظهره ولكنه لا يمكن ان يتم في حالة الطفلتين المصريتين لذلك فإنه يتم وضع وسادة تحت إحدى الطفلتين لكي يتم الكشف على وجه الطفلة لايصال أجهزة التخدير دون مشاكل.
ثم تحدث كل من د. سعود الجدعان - جراحة أطفال، ود. عبدالله الثنيان - جراحة تجميل، ود. مناف العزواي - جراحة تجميل، ود. محمد الشعلان - أمراض أطفال، ود. عمر المديفر - الامراض النفسية، د. هالة العالم - العناية المركزة لحديثي الولادة، كل في مجال تخصصه.
بعدها بدأت الاجابات عن أسئلة الاعلاميين. فقد رد د. الربيعة عن سؤال الوقت الذي سوف تستغرقه العملية؟ وهل الثقب في القلب يحتاج الى عملية ثانية؟ وهل له تأثير على العملية؟ وعن الاجهزة التناسلية هل هناك اشتراك بين الطفلتين كما في الكبد؟ قائلاً: أقرب عملية مماثلة لهذه الحالة أجريت للطفلتين السودانيتين «نجلاء ونسيبة» وقد استغرقت 10 ساعات والثقب في القلب لن يؤثر في العملية وكما أوضح أطباء القلب فإن هذا الثقب سوف يغلق بنفسه بعد أشهر من الآن ونادرا ما يتم التدخل الجراحي لإغلاقه وأما ما يخص الاجهزة التناسلية ولله الحمد منفصلة ونتوقع للتوائم ان تكون فرصة الانجاب طبيعية.
وعن سؤال هل هناك اشتراك في منطقة الامعاء؟ وهل تحتاج إحدى الطفلتين إلى زراعة الكبد؟ وهل سيتم بث العملية مباشرة على الهواء؟ وهل هناك تأثير على الطفلتين في حال طال وقت اجراء الفصل بين الطفلتين؟ أشار د. الربيعة إلى أنه سيتم البث المباشر عبر الانترنت من خلال الموقع www.ngha.sa كما أكد الدكتور الجدعان «جراحة أطفال» أنه لا يوجد أي اشتراك بين الطفلتين في منطقة الامعاء وقال إنه لا يوجد هناك داع لاجراء عملية زراعة كبد لأي من الطفلتين لأن لدى كل طفلة كبداً خاصة بها ولكن هناك اشتراك بينهم وسيتم الفصل بين الكبدين وعن تأثير طول العملية على صحة الطفلتين قال: نرجو ان يتم الانتهاء من العملية خلال الوقت المفترض مسبقا وهو 10 ساعات واضعين في الاعتبار سلامة الطفلتين ولن يكون هناك أي تأثير على نجاح العملية إن شاء الله.
أما عن سؤال كيف ستكون متابعة حالة الطفلتين بعد العملية؟ وكذلك ما الهدف من اشراك الطب النفسي في هذه العملية؟ أشار الدكتور الربيعة إلى أن هناك ما يسمى صدمة الفصل لدى الطفلتين وكذلك لدى والديهما وكلما ازداد عمر الطفلتين ازدادت قوة صدمة الفصل لديهما وقد كانت واضحة في التوأمين الماليزيين أحمد ومحمد نظراً لأن عمرهما كان 5 سنوات. كما أن الطفلتين بامكانهما ان تعيشا حياتهما بشكل طبيعي بعد العملية أما عملية التأهيل فتتراوح بين 3 و6 أسابيع.
ورداً على سؤال حول دور الاجهزة الطبية وهل سوف يكون هناك تدخل من قبل روبوت طبي أو أجهزة طبية متقدمة في إجراء العملية؟ أكد د. الربيعة أن مثل هذا النوع من العملية يحتاج إلى أجهزة طبية متقدمة وحديثة سواء قبل العملية أو أثناءها، كما سيتم استخدام تقنية الكي بالليزر أثناء العملية وكذلك مشرط بالموجات فوق الصوتية. ورداً على السؤال هل تم الاتصال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض للاستفادة من الخبرات في عمليات فصل التوائم؟ قال د. الربيعة إنه قد تم تقديم عدد من المشورات الطبية من المملكة سواء لعمليات فصل التوائم أو جراحة الاطفال في عدد من الاجتماعات أو المؤتمرات الطبية على مستوى العالم.
عقب ذلك جرت جولة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية اشتملت على مركز الاسعاف والاصابات والطوارئ ومبرة فهدة بنت العاصي للعناية المركزة والحروق ومركز العيادات الخارجية ومركز طب الاسنان ومركز القلب وزراعة الكبد.
| 
