قدر لي أن أكون أحد المشاركين بالتدريب في دورة تنمية مهارات التفكير لدى المديرين والمديرات التي نظمتها مؤخراً وكالة التطوير التربوي بوزارة التربية والتعليم في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض بجوار دورتي المشرفين والمعلمين، وكان المشاركون والمشاركات في تلك الدورة من المديرين والمديرات من منسوبي ومنسوبات وزارة التربية والتعليم في عدد من مناطق مملكتنا الحبيبة، وبلا شك أن مثل هذه اللقاءات والتي تقيمها الوزارة لأول مرة في مجال تنمية مهارات التفكير تعد نقلة نوعية في مجال التفكير الهادف إلى الإبداع، حيث اتضح مع نهاية فترة التدريب أن المشاركين من الجنسين قد وجدوا أساليب وطرقاً تختلف عن الدورات التي سبق أن التحقوا بها أو سمعوا عنها وفقا لما ذكروه فكان الأساس هو الحوار والنقاش الهادف الذي من خلاله يشعر المشارك وكأنه هو المحور الأساسي لإنجاح ذلك اللقاء وهذا بحد ذاته نوع من الإبداع، والأهم من ذلك ملامستهم للأهداف المرسومة التي حرص على تحقيقها المشرفون والمنظمون والمنفذون وفي مقدمتهم المشرف العام على الدورة سعادة وكيل الوزارة للتطوير التربوي الدكتور محمد بن سعد العصيمي، حيث كان الهدف الأساس هو تحسين البيئة التعليمية المحيطة بالمعلمين والطلاب ونقصد بها على وجه التحديد البيئة الإدارية التي يمثل تحسينها أحد أهم المدخلات الرئيسة والهامة لتحسين العمل التربوي والتعليمي داخل المدرسة، ومما تحقق من أهداف يمكن الإشارة إليها:
1) معرفة المشاركين الفرق بين المدير التقليدي والمدير التطويري.
2) تحديد المعنى الدقيق للإبداع في الإدارة المدرسية.
3) تحليل عناصر الإبداع اللازمة في عمل مديري المدارس.
4) إيجاد تعريف محدد للإبداع في الإدارة المدرسية وفقا للعناصر المحددة لذلك الإبداع.
5) الوصول إلى أهمية وجود الإبداع في الإدارة المدرسية.
6) تحديد معوقات الإبداع الإداري والتعليمي في المدارس وفي خارج المدارس.
7) اقتراح عدد من الحلول اللازمة للتغلب على معوقات الإبداع الإداري والتعليمي للوصول إلى مستوى تعليمي أفضل.
8) الاقتناع بممارسة الأسلوب الديمقراطي في الإدارة المدرسية بهدف تحسين العمل التعليمي.
9) التعرف على بعض التطبيقات الممكنة للإبداع في الإدارة المدرسية لتحسين العمل التعليمي ورفع مستواه.
فعندما تلمح هذه الأهداف قبل الشروع في تنفيذ تلك الدورة تتصور أن تحقيقها أو جزء منها يعد من الصعوبة بمكان خاصة أن الساعات المقررة قد لا تكفي لذلك، لكن ولله الحمد لمسنا نحن المدربين من خلال المناقشة والحوار مع المشاركين أن تلك الأهداف تحققت وأن الإبداع في الإدارة المدرسية يمكن الوصول إليه والتعرف على الكيفية التي يمارس من خلالها، لذا أتمنى أن تنتشر مثل هذه الدورات وأن ترعى الوزارة ممثلة في وكالة التطوير التربوي إقامتها في جميع المناطق التعليمية فجميع الإداريين في المدرسة بأمس الحاجة لمحتوياته وتطبيقاتها وليس المقام هنا لتوضيح الدور الأساسي والهام الذي يؤديه مدير/ مديرة المدرسة أو الوكيل./ المساعدة، ولكن الإبداع في الإدارة المدرسية أصبح الآن من الضرورات الموصلة بإذن الله إلى تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية بأقصر وقت وأقل جهد.. ومما يطمئن في هذا المجال أن منبع هذه الدورات وزارة متخصصة يعد وزيرها في مقدمة من يدفعون بالإبداع ليس إلى مجال الإدارة المدرسية فحسب بل إلى جميع جوانب وعناصر العملية التربوية والتعليمية، وهذا ما لمسته من الأخوة القائمين على تلك الدورات أن الوقود الأساسي لهم هو تشجيع معالي الدكتور محمد الأحمد الرشيد على هذا النوع من الدورات فإلى الأمام يا من هم قادة التربية والتعليم في هذا الوطن الغالي، لنحقق ما يصبوا إليه قادتنا وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله.
* عميد شؤون الطلاب بجامعة الإمام
|