على الرغم من أن التصريحات التي تصدر عن المسئولين الفرنسيين وتتناول الأوضاع في العراق تثير حساسية الأمريكيين والبريطانيين معاً، بل تزعج كل من أيَّد الحملة الأمريكية البريطانية على العراق، إلا أن أقوال وزير الخارجية الفرنسية دومنيك دوفيلبان التي تضمنتها تصريحاته لإذاعة أوروبا رقم «1» تطابقت مع رغبات وطلبات أهم حركة سياسية دينية وعسكرية في العراق، فالوزير الفرنسي يطالب بتحديد مهلة زمنية قصيرة لمغادرة القوات الأمريكية العراق، وأن يتم نقل السيادة للشعب العراقي، نقلاً تاماً في مهلة تتراوح بين ستة إلى تسعة أشهر.
هذا القول وجد صدى له، بل حتى تطابق في بغداد، حيث يرى عادل عبدالمهدي الرجل الثاني في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق والذي يمثله رئيسه عبدالعزيز الحكيم في مجلس الحكم الانتقالي بأن تصرفات أفراد الجيش الأمريكي حيال الشعب العراقي، موضع نقاش مستمر مع قوات التحالف الأمريكية - البريطانية التي تحكم العراق.
ويقول عادل عبدالمهدي في كل مرة نطرح هذا الموضوع تقول لنا السلطة المحتلة «إننا السلطة الوحيدة ونهتم بالأمر» ولا يؤدي ذلك سوى إلى طريق مسدود.
وكان مجلس الحكم الانتقالي دعا في شهر «تموز يوليو» قوات الاحتلال الأمريكية إلى احترام بعض الإجراءات وضبط سلوك الجنود في عمليات التفتيش والمداهمة وعدم جرح مشاعر العراقيين.. إلا أن مزيداً من المدنيين العراقيين بعد ذلك سقطوا قتلى ومصابين من بينهم أطفال وحتى رجال شرطة. ويرى الكثير من العراقيين ومنهم أعضاء في مجلس الحكم أنه ومع الانتشار الحالي لقوات الاحتلال فإن العديد من العراقيين سيسقطون لا محالة طالما أن العسكريين لم يغادروا المناطق المأهولة والمدن.
ويشتكي العراقيون من أن الجنود الأمريكيين يشعرون بخوف كبير يجعلهم يتوجسون من أي شيء، فالسيارة المسرعة محل شبهة ولا بد أن تتعرض لإطلاق النار، وعدم توقف أية عربة أو حتى إنسان راجل لأي طلب أو نداء جندي أمريكي يجعله هدفاً لنيران الجنود الذين لا يكلفون أنفسهم التأكد من هوية ذلك الإنسان أو من يوجد في السيارة، وكل ما عليهم أن يصدروا بياناً بأن القتلى قد تعرضوا لنيران صديقة..!!
|