* بغداد - خاص بالجزيرة:
من بين جميع المحافظات العراقية الثماني عشرة تفردت محافظة كربلاء بتجارة لم يعرفها العراق على امتدد تاريخه الطويل وهي تجارة المخدرات بكل أنواعها ومناشئها، والأدهى ان المتعاملين بتلك التجارة لم تمنعهم قدسية المدينة من المجاهرة بتجارتهم وعرض (بضاعتهم) على مقربة من الأضرحة المقدسة ، بل إن الصلف وصل ببعضهم إلى إدخال (الحشيشة) ومشتقاتها إلى داخل تلك الأضرحة مما ألهب مشاعر أهالي المدينة بالنقمة والاستياء فصبوا جام غضبهم على الأمريكان الذين لم يعد يعنيهم في العراق شيئا سوى أمن قواتهم المهددة بالقتل حيثما حلت أو ارتحلت، والسؤال هو: من اين جاءت المخدرات إلى كربلاء؟ ومن وراء هذا الإفساد المتعمد والإساءة الصارخة لمقدسات الشيعة؟ (الجزيرة) زارت كربلاء والتقت ببعض مسؤوليها وناقشتهم في هذه الظاهرة بعد إن رأت شوارع المدينة تعج بالمخدرات وحبوب الهلوسة وكأن مدينة الطف قد تحولت إلى تكساس أو إلى أية مدينة أوربية منفلتة!! السيد عبد الأمير الأموي عضو المجلس البلدي في محافظة كربلاء وصف ظاهرة انتشار المخدرات بأنها انتهاك خطير لحرمة المدينة ومقدساتها، وهي ظاهرة لا تمت بصلة لسلوك الكربلائيين وجميع الذين تم القبض عليهم لم يكن بينهم كربلائي واحد.
ويضيف السيد الأموي لقد قبضت الشرطة على 73 شخصاً كانوا متلبسين بحيازة المخدرات وكانت جنسياتهم تشير إلى انهم جميعا من دول الجوار وتحديدا من الاردن وايران والكويت وتركيا، وهؤلاء وجدوا من يسندهم ويوفر لهم الحماية في داخل العراق وأعني بذلك بعض الأحزاب والحركات السياسية الوافدة إلى البلد في ظل الفوضى والانفلات الأمني وفي مقدمة هذه الحركات تنظيم القاعدة، وأيتام صدام الذين يجمعهم هدف واحد هو نخر المجتمع في ظل الوضع السياسي الجديد وإظهار الوضع الحالي وكأنه اكثر سوداوية من الوضع في عهد صدام.
إما مدير شرطة كربلاء المقدم خالد محمد فقد أكد انه، وعلى مدى اكثر من 23 عاماً قضاها في مديرية شرطة كربلاء، لم ير مثل هذه الظاهرة بما يؤكد حقيقة انها ظاهرة دخيلة على أهالي كربلاء، موضحاً أن مديرية شرطة كربلاء تتبعت مصادر المخدرات فوجدت أن أفغانستان هو البلد الوحيد في المنطقة الذي تزرع فيه المخدرات.
ويرجح مدير الشرطة أن تكون حركة طالبان هي التي تقف وراء الترويج لهذه التجارة وانتشارها في العراق عموما وفي مدنه المقدسة بوجه أخص لاعتبارات تتعلق بأيديولوجية طالبان التي تبيح مثل هذا السلوك الذي ينخر المجتمعات ويدمرها.
ودعا مدير شرطة كربلاء قوات التحالف إلى تطبيق قوانين صدام حسين بحق مروجي المخدرات والتي تقضي بإعدام كل من يضبط متلبسا بحيازة المخدرات سواء بهدف استعمالها أو ترويجها.
|