براءة الطهر في عينيها، وعفوية الأداء في سلوكها..طلاوة الجمال الصاحب في هدوء، الناطق في صمت، الذكي في بساطة، القوي في دماثة.. أشياء مروعة تحوطني بوهج دافئ لذيذ!!.
أشياء لم أستطع أن أراها في إنسان من قبل!!
.. جمال من نوع غريب..
نادر ومفقود..
انه ذلك الجمال الذي يمتلك أعماقاً لا نهائية..
هنالك أنواع من الجمال تسير أعماقها فلا تتعدى سطح الجلد..
وتصطدم بالعظام لتقف عند العمق الضحل وتعود أدراجك خالي الوفاض.. كسيف البال..
.. أما هذا الجمال.. فكل عمق فيه سلمك إلى عمق.. انك تحتاج إلى عمر مليون انسان لكي تأمل في الوصول إلى القرار..
تأمل فحسب.. ولكنك لن تصل..
.. هناك الكثيرات لا تستطيع الواحدة منهن ان تأخذ منك أكثر من نظرة عابرة.. تتلاشى في زحام الطريق، أو تذوب ولا يبقى لها أثر.. ولكن هذا شيء آخر..
مختلف جداً .. انها تبدو كأنها النقطة التي تلتقي عندها القوى المتضادة والمتناقضة في أعماقي..
وهي نقطة نادرة .. لم أجدها من قبل .. أنها خطوة نحو الكمال في حياة ناقصة ضعيفة كحياتي..
يا عيون السماء التي تكشف كل شيء عن سطح الأديم.. يا قطرات الندى التي تقبل كل زهرة عذراء .. يا رقائق النسيم التي تقتحم كل ثغر بكر.. ارعيها يا عيون السماء واكتنفيها يا قطرات الندى..
واسمح لك بلثم ثغرها يا رقائق النسيم .. وليسامح الله الجاحد الكبير..!!
|