صدر كتاب حديث في باريس وصف فيه رجل فرنسي يدعى «موريس ميسيغي» خلاصة خبرته في مداواة المرضى بالنباتات المختلفة الاصناف.
قال: انه يعشق النباتات عشقا صحيحاً وكان أبوه يقول له: انظر إلى الوردة يا بني.. كلما زادادت في الحسن ازدادت قوتها الشفائية!!.
علمه أبوه منذ نعومة اظفاره كيف تعالج أوجاع المفاصل بتكرار «اللصقات» النباتية على مواضع الألم.
وقص هذا الرجل في كتابه كل مراحل حياته وأسفاره إلى البلدان النائية لتعظيم فضائل النباتات وفوائدها في معالجة الأمراض وقال انه عالج عدة عظماء.
ووصف ايضاً الدعاوى التي اقامتها عليه هيئة الاطباء الفرنسية بتهمة ممارسة الطب من غير شهادة.. ومن اطرف ما ذكره في كتابه أن أحد رؤساء المحاكم أعرب عن أسفه ذات يوم حينما أصدر عليه الحكم بتأدية غرامة مالية وقال له: لا يسعني الا ان اطبق القانون ثم دعاه بعد المحاكمة إلى منزله وطلب منه أن يعالجه من ألم «اللمباغو» بواسطة عقاقيره النباتية! واطرف ما في الأمر ان القاضي شفى وذهب عنه الألم!!
وحرص المؤلف كل الحرص عن توضيح نظريته، وهي أنه عاجز تمام العجز عن مداواة الأمراض التي تستلزم عملية جراحية.
فان فئة مقتصر على الأمراض المزمنة التي يعجز عنها الطب الرسمي.
واعترف ان كل من يجاوز هذا الاطار فلا ريب انه دجال مروج خزعبلات.
وركز نظريته هو أن العلم الحديث قد أهمل تحليل النباتات تحليلا علميا دقيقا لاستنباط فوائدها وفضائلها. ولا شك أن هذا الموقف علمي، وكان الشيخ الرئيس ابن سينا قد تعمق في هذا الطلب النباتي وظلت أوروبا تنهل منه حتى القرن الماضي!! فحتى في عصرنا الحاضر يستخدمون في أوروبا وأمريكا حب الهال في معالجة بعض الأمراض العصبية، فضلاً عن العسل المستخلص من الزهور والقرفة وعدة أنواع من النباتات المغلى كالبابونج والشاي لوجع البطن وزيت الخروع لمعالجة الامساك، واذناب الكرز لمعالجة الالم العصبي، إلى غير ذلك من نباتات لا تحصى.
وتستعمل أما على حالتها الطبيعية واما في تركيب الأدوية في المخابر الكيميائية.
|