لم نتفاجأ بتلك الأنباء التي أكدت أن ابتعاد الأمين العام السابق لاتحاد الكرة الأستاذ سعيد جمعان الغامدي جاء على اثر الاساءات الشخصية المتكررة والموجهة إليه من بعض مسؤولي الأندية.. ولأنها بأسلوبها ومضامينها وأهدافها أكبر من أن تحتمل.. اختار طريق الانسحاب حفاظاً على كرامته ومشاعره وآدميته..!!
ولن نستغرب في الأيام القليلة المقبلة ان يتخذ رئيس اللجنة الفنية باتحاد الكرة الأستاذ ماجد الحكير نفس القرار نتيجة لما يتعرض له من ايذاءات معلنة لشخصه وأسرته ومكانته الاجتماعية.. وقد يليه عمر الشقير وعبدالرحمن الزيد والمهندس محمد الطويل وآخرون في الاتحادات واللجان وحتى الاندية.. ما دام مسلسل التجريح مستمراً واللغة ذاتها تتصاعد الى حد الشتم والاهانة (عيني عينك)..!!
الوضع في غاية الخطورة ولا يجوز السكوت عليه.. خصوصا في هذه المرحلة الحساسة التي يعاني فيها الوسط الرياضي أصلا من أزمات مالية وإدارية مزعجة اضطرت الكثيرين الى اعتزال المجالات الرياضية ممارسة واهتماما وانتماء.. ثم يأتي هذا الصداع ليكمل الناقص ويقضي على ما تبقى من وجوه وعقول تستحق احترامها والمحافظة عليها والتحاور معها بلغة حضارية وعبارات مؤدبة وان كانت في قاموس البعض ضرباً من المستحيل...!!
هكذا طبع الهلاليين
أخيراً وبعد أن تحول حفل اعتزال النجم الكبير ماجد عبدالله الى قضية معقدة ومشكلة ميئوس من حلها لأسباب لم تعد خافية على أحد.. قرر رئيس الهلال السابق وعضو شرفه الحالي معالي الشيخ فيصل الشهيل أخذ زمام المبادرة وحسم هذا الموضوع الشائك بتقديمه لمقترح عملي ومتوازن نشرته مؤخراً الزميلة «اليوم» على ان تخصم المصروفات من الدخل المتوقع لحفل الاعتزال.
من يقرأ تفاصيل المقترح سيجد انه من السهل تنفيذه وبأسرع وقت.. وبالتالي لا نرى ما يمنع من التجاوب معه والعمل بموجبه من كل الاطراف المعنية والموضحة في سياق المقترح، إذا كانت لديها بالفعل نية صادقة ورغبة أكيدة في اقامته وبالذات من قبل ناديه النصر المطالب أكثر من غيره بتفعيله واثبات سلامة موقفه من ماجد أولا ومن تكريمه وحفل اعتزاله ثانيا..!
في تقديري ان المعضلة التي قد تؤدي بإدارة النصر الى رفض المقترح أو على الاقل تهميشه تكمن في انه نابع من رئيس هلالي سابق، بالرغم من انه - أي الشيخ فيصل - معروف بعقلانيته واسهاماته الرياضية لكافة الاندية السعودية.. الأمر الذي نأمل ان تأخذه إدارة النصر بعين الاعتبار وهي تتعامل مع موضوع إنساني أكثر من أي شيء آخر.. فهل تفعلها وتغلق هذا الملف المأساوي؟!!
ثقافة خاصة
لو سألت حشود الكتّاب والصحافيين الرياضيين عن أبسط اللوائح والتعليمات والأنظمة الإدارية والفنية والمالية الخاصة بالاندية والالعاب واللاعبين والمدربين.. الفرق بين اعانة الانشطة والاعانة المقطوعة.. صفة عضو الشرف وعضو الجمعية العمومية.. كيفية احتساب الضربة الحرة المباشرة وغير المباشرة.. لوائح الاحتراف الاساسية والمعدلة.. الظروف الكفيلة بحجب الثقة عن مجلس الإدارة.. عن كل ما له علاقة بالأمور الاجرائية الرياضية الفنية والإدارية لاكتشفت ان ثقافة معظمهم في هذا الشأن ضعيفة جداً وربما معدومة تماماً عند البعض..؟!!
في إطار النقد والتحليل والرأي الصحافي لابد من توفر الثقافة الرياضية الكافية لتقديم وجهة النظر بصورة مقنعة ومقبولة لدى المتلقي.. إذ من غير الممكن ان تكتب عن الإداري أو المدرب أو اللاعب أو الحكم وأنت لا تعرف شيئا عن لوائح الاندية وقوانين اللعبة وفنونها وتفاصيلها.. بل إن الكثيرين يفتقدون أساسا الرغبة في المتابعة وجمع المعلومات.. لذلك تأتي أطروحاتهم باهتة ومتسطحة وممسوخة..!!
غالبية ما يكتب عبارة عن أطروحات وآراء انطباعية عاطفية خالية من أدوات الاقناع والامتثال للحقائق، مليئة بالاهواء والتناقضات والاعتباطية.. يكتبون تلبية لأمزجة ورغبات وخواطر غيرهم.. استجابة لانفعالاتهم وأهدافهم الشخصية.. لا يملكون من الثقافة الرياضية والمبادئ الصحافية سوى اللف والدوران حول أنديتهم ونجومهم وغرائزهم..!!
غرغرة
* استفيدوا من فكر وعقلية ومثالية الأمير عبدالله بن مساعد..
* ما معايير الاختيار.. إذا كانت قائمة المنتخب الأول قد ضمت أسماء لا تجد لها مكاناً في دكة احتياط أنديتها..؟!
* من المؤلم ان ينتهي مشوار العملاق محمد الخليوي مع ناديه الاتحاد بهذه الطريقة المهينة له ولتاريخه.. وكأن عمراً طويلاً من ابداعه واخلاصه للعميد لم يكن..!!
* الاستقرار سر انتصارات الاتحاد والنصر..
* لا أظن أن الحكم ممدوح المرداس لم يدرك بعد فداحة ما يرتكبه من أخطاء تتكرر في كل مباراة..!!
* أخيراً.. اتقوا العقوبة من رب عظيم عليم يمهل ولا يهمل..
|