موت السلام و اغتيال الدولة الفلسطينية بعد فعلة شارون

بعد ثلاثة أعوام على فعلة جنرال الإرهاب أرييل شارون التي تمثلت في اقتحامه في 22000/9/8 على رأس مجموعة من المتطرفين اليهود باحة المسجد الأقصى مما فجر الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي رغم كل المحاولات الساعية لاخمادها لا تزال تتواصل وان اختلفت الأساليب وتنوعت، فالانتفاضة مستمرة في وجدان الشعب الفلسطيني والمواجهات مع قوات الاحتلال متواصلة بالرغم من التكتم عليها، وخصوصاً ان ما سعى إليه شارون من وراء فعلته باقتحام المسجد الأقصى آخذ في التطبيق على الأرض، فالارهابي شارون يوم كان يقود المعارضة الإسرائيلية ضد جهود السلام وجد أن أفضل طريقة لتقويض تلك الجهود هي اشعال صدام دموي دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين وذلك باستفزاز الشعب الفلسطيني في أهم معتقداته الدينية فعمد إلى تدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهو ما دفع الفلسطينيين إلى الرد بإشعال الانتفاضة الفلسطينية التي وجهت بحصار محلي واقليمي ودولي، وبدلا من مواجهة أفعال شارون تركزت كل الجهود على خنق الانتفاضة، وساعدت الاحداث الدولية وخصوصاً ما حصل في 11 سبتمبر عام 2001م على تحقيق أهداف شارون الذي ركب موجة الحرب على الارهاب، مما مكنه من تقويض كل الجهود الساعية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط والتي كان آخرها خريطة الطريق التي تعد الآن ميتة بعد أن قضى شارون وعصابته التي تحكم الكيان الإسرائيلي على كل مقومات المرتكز الأساسي لهذه الخطة والمتمثل في اقامة الدولة الفلسطينية عام 2005م حيث يمثل الاستمرار في إقامة المستعمرات الإسرائيلية وتنفيذ الجدار العنصري الذي اقتطع 45% مما تبقى من الأراضي الفلسطينية، هدماً وانهاءً لأي تصور لوجود دولة فلسطينية مستقلة ومترابطة، فالجدار العنصري والنشر المكثف للمستعمرات الاسرائيلية يقسم ما تبقى من الأرض الفلسطينية إلى ثلاثة كنتونات تفتقر إلى مقومات الدولة من حيث الموارد والاستيعاب والتواصل والحدود المعروفة.
منذ فعلة 28 سبتمبر عام 2000 ينفذ شارون وبأسلوب مبرمج تدميراً وهدماً لكل خطوات السلام وبعد الجدار العنصري وتكثيف إنشاء المستعمرات هناك المزيد من الافعال المدمرة للسلام في جُعبة شارون الذي رغم كل أفعاله المشينة هذه لا يزال يجد الدعم والمؤازرة والتأييد من لدن وسيط السلام المتفرد بالهيمنة على مسارات السلام الحليف الأمريكي الذي لا يعرف أي شيء عن نزاهة الوسيط.