* الرياض - محمد العيدروس:
اقتربت ساعة الصفر لإجراء احدث عملية فصل لتوأمين سياميين مصريين في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني.
وفي الوقت الذي تترقب فيه وسائل الإعلام والتلفزة العالمية نقلاً مباشراً لتفاصيل هذا الحدث، الذي يصنف عالمياً بأنه نادر، سجلت أسرة التوأمين السياميين شكرها وتقديرها لوقفة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، لتكفله باستضافة الأسرة وعلاج التوأمين وفصلهما على نفقته الخاصة.
«الجزيرة» زارت المستشفى أمس ودخلت غرفة التوائم، كما رصدت مرئيات الدكتور عبدالله الربيعة المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ورئيس الفريق الجراحي لهذه العملية من خلال حوار سريع اجرته معه فإلى مضابط الحوار:
* د. عبدالله هل حددتم موعداً لإجراء عملية الفصل، وما هي احدث المستجدات؟
- حتى الان لم نحدد الموعد، لدينا اجتماع غداً مع الفريق الطبي وسنطلع على كافة الفحوصات، ومن ثم سيتم تحديد موعد العملية الوهمية والعملية الحقيقية.
ونأمل ان تسير الأمور في مجراها الصحيح.
* ذكرتم.. بأن هناك عملية وهمية ماذا تقصدون؟
- العملية الوهمية هي تجريبية للتأكد من نجاح عملية التنسيق بين الفريق الطبي والأجهزة الطبية وهيئة التمريض، وتحديد الأشخاص الذين يدخلون في كل مرحلة زمنية.
أما العملية الأساسية فهي الحقيقية والتي يتم فيها الفصل الفعلي.
* حسناً.. كم تبلغ التكاليف المادية لعملية فصل توأمين سياميين؟
- التكاليف تختلف من عملية لأخرى، فقد تزيد في بعض التوائم وتنخفض في حالات أخرى.
عموماً.. المعدل العام يصل الى مليون ريال، وكما ذكرت لك فالتكلفة قد تزيد وفقاً لطول فترة بقائهم في المستشفى او العناية المركزة ومدة التأهيل وإعداد الطاقم الطبي.
* وماذا عن الطاقم الطبي والتخصصات التي تشارك في عملية كهذه؟
- عادة يكون هناك ما بين 30 الى 35 طبيبا واخصائياً واستشاريا وهؤلاء لهم علاقة مباشر.
أما الفريق الجراحي الذي يقوم بالعملية فيتراوح بين 15 الى 20 شخصاً.
* يتساءل الكثيرون د. عبدالله، عن نسبة نجاح عملية معقدة كهذه؟
- في العادة وفي عمليات فصل التوائم، هناك نسبة عالية وهناك نسبة تعتمد على خبرتنا.
النسبة العالية للنجاح تتراوح من 60% الى 70%.
نحن حققنا نجاحات متواصلة في مجال فصل التوائم وهذه العملية التي نجريها هي السابعةوجميع تلك العمليات حققت نجاحات باهرة بحمد الله.
* هذا يعني انكم اصبحتم محط انظار العديد من المراكز العالمية وطلبات لإجراء مثل هذه العمليات؟
- هذا صحيح.. فقد تلقينا تحويلات مرضية عديدة واستشارات عالمية.
وحتى الان لم يطلبنا احد لإجراء العمليات خارجياً.
* ما هي خلفية معرفة سمو ولي العهد بهذه الحالة. ومن ثم توجيهه - حفظه الله- بإجرائها؟
-الأسرة حينما حدثت عملية الولادة، أصيبت بحالة نفسية سيئة للغاية، وبدأوا يفكرون في الحلول، وحينما سمعوا عن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية ونجاحها في تنفيذ مثل هذه العمليات المعقدة، وشهرتها عبر العمليات السابقة. وتولَّى أحد أقارب الأسرة (مقيم في المملكة) الاتصال بي في خارج المملكة وشرح أبعاد الوضع، ثم زارني وقدم لي بعض الفحوصات الأولية واتضح لي أن هناك إمكانية لمساعدتهم.
وصل الخبر سريعاً لمقام سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وبدون تردد وكما اعتدنا من سموه وجه حفظه الله (حالاً) بنقلهم إلى المملكة وعلاجهم على نفقته الخاصة.
بدون فخر نحن اعتدنا على تلك اللمسات الحانية التي يدليها سموه لمثل هذه الحالات.
* دعني أسألكم... هل لديكم قوائم انتظار لإجراء عمليات فصل توائم؟
- إلى الآن ليس لدينا قوائم انتظار على الإطلاق لأن الحالات قليلة على مستوى العالم وتبدأ الدراسة في البلد الأصلي ثم تبدأ الاتصالات بالمراكز العالمية.
* حسناً كم نسبة الأطفال السياميين مقارنة بالطبيعيين؟
- قليل جداً.
والأطفال السياميون يمثلون حالة واحدة في كل 100 ألف حالة. وثلثهم يموتون قبل أو بعد الولادة.
و60% منهم لا يكونون قابلين لإجراء العملية. فيبقى 40% من الثلث قابلين للجراحة.
نحن لا نود إخافة الأمهات، ولكن نسبة التصاق التوائم قليلة للغاية. ولكنها تزيد في القارة الإفريقية عن سواها. وكلما زادت نسب التوائم زادت نسب الالتصاق.
* ذكرتم انه قد تم اجراء ست عمليات فصل توائم سياميين في المشفى.. ما هي أوضاع أولئك الصحية الآن؟
- جميعها حققت نجاحات باهرة، وأول عملية أجريت كانت عام 91، ونأمل أن يحضروا جميعاً لحضور هذه العملية، نحن جميعاً في مدينة الملك عبدالعزيز ومشفى الملك فهد للحرس الوطني نعمل كفريق واحد لنكون مركزاً مرجعياً على مستوى المنطقة والعالم، في ظل دعم جيد نلقاه من ولاة الأمر، وكسعوديين نتطلع لترجمة هذا الدعم إلى رفع مكانة المملكة في المجال الطبي.
«الجزيرة» تلتقي أسرة التوأمين
أسرة التوأمين المصريين.. لم تخف قلقها ولكنها مطمئنة وواثقة - بإذن الله - من نجاح العملية.
يقول جد التوائم لأمهما.. ان الدكتور عبدالله الربيعة كان أول من تلقى وضع الحالة وأجرى اتصالات حتى تحقق الحلم الكبير بموافقة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.
أما والد التوأمين فبدا مبتهجا وسعيدا بحجم الرعاية الطبية التي يحظى بها ابناه.
ويقول ان ما وجدناه ولمسناه لا يمكن وصفه على الاطلاق.
***
مشاهدات من الحدث
** تشهد جنبات مشفى الملك فهد للحرس الوطني هذه الأيام حركة اتصالات وتنسيق نشطة للغاية، بهدف الترتيب لانطلاقة هذه العملية الكبرى.
** الدكتور عبدالله الربيعة أو مهندس العمليات المعقدة كما يصفه الكثيرون في حالة انشغال شبه كامل استعداداً لهذا الحدث، ويمكث في مكتبه حتى ساعات متأخرة ليلاً.
** واجهة كبرى في مدخل المشفى خصصت للطفلين السياميين وعليهما صورة للطفلين.
** يفترض أن يتم اليوم تحديد موعد العملية بعد اجتماع حاسم للهيئة الطبية والاستشارية.
** مدير إدارة العلاقات العامة والشؤون الاعلامية بالشؤون الصحية بالحرس الوطني الاستاذ سامي بن اورانس الشعلان يكلف هذه الايام في الترتيب لتغطية إعلامية عالمية واسعة النطاق على مستوى القنوات الفضائية والصحف الاجنبية لمتابعة العملية.
** كشفت جولة لـ «الجزيرة» داخل أروقة مشفى الملك فهد برفقة الأساتذة صالح الصقعبي وفهد المطرفي عن حجم التنظيم المتقن والاستعدادات المكثفة، لاجراء سابع عملية فصل توأمين سياميين، وبدا واضحا توهجا إعلاميا يواكب الحدث.
** والد ووالدة الطفلين وأجدادهما تواجدوا أمس برفقة الأطفال وبدا الجميع سعداء للغاية، ولم يخفوا اغتباطهم بلفتة سمو ولي العهد.
| 
