Monday 29th september,2003 11323العدد الأثنين 3 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
عبدالقادر طاش
عبدالرحمن صالح العشماوي

في مجال الإعلام الإسلامي المتخصص، تبرز مجموعة من الأسماء التي درست فنَّ الإعلام دراسة علمية إيماناً منها بأهميته في مخاطبة العالم في هذا العصر مخاطبة تناسب ما فيه من الأفكار المتباينة، والاتجاهات المتعارضة، والعقائد المختلفة، وفي مقدمة تلك المجموعة المتخصصة من الإعلاميين في عالمنا الإسلامي يبرز اسم «عبدالقادر طاش» ذلك المسلم الذي حمل حقائب الابتعاث من جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، واتجه الى أمريكا، ليدرس الإعلام في إحدى جامعاتها، وليشارك في أعمال ثقافية «إعلامية» هناك حتى عاد الى المملكة حاملاً شهادة الدكتوراه.
عاد «أبوعادل» وقد كوَّن تصوراً شاملاً لواقع الإعلام العالمي، ورأى الوسائل الإعلامية في أوروبا وأمريكا على حقيقتها، وعرف الأسرار الإعلامية التي تكمن وراء نجاح الخطاب الإعلامي الغربي في مخاطبة الآخرين ، وأيقن أن المسلمين بحاجة ماسة الى تطوير أدواتهم الإعلامية حتى تكون قادرة على الإقناع، وإيصال ثقافتنا وقيمنا وأفكارنا الى الآخرين.
عبدالقادر طاش، قدرة إعلامية سعودية متميزة، ووعي بحالة العصر، وبأساليب الخطاب المناسبة لها.
حينما عاد من أمريكا أستاذاً في كلية الدعوة والاعلام في جامعة الامام، كان يفكّر في وسائل إنشاء مصادر إعلامية إسلامية واعية، مدركة لفنّية الأداء الإعلامي المتميِّز الذي يستخدم أفضل الأساليب للوصول الى عقول وقلوب المتلقين.
في مجلة الدعوة كنا نلتقي أسبوعياً لمناقشة موضوعات المجلة، وكنا نستمع الى رأي المتخصص الذي تلقّى من الدراسات الإعلامية الجادة ما جعله جديراً بأن يكون في مقدمة الذين يُستشارون، بل، ويديرون وسائل اعلامية إدارة ناجحة، وإنَّ من أهم ما يميّز شخصية أبي عادل، ذلك الخلق النبيل، وتلك النفس الهادئة، وذلك العقل الواعي، الذي يحمل من الرؤية السليمة ما يجعل آراءه جديرة بالصواب، لقد كان الدكتور عبدالقادر - آنذاك - يتحدّث كثيراً عن الحرب الإعلامية القادمة، وخطورة هذه الحرب على الأمة الاسلامية بأسرها، وكان يتحدث في ذلك الوقت - قبل أكثر من عشرين عاماً - عن صعوبة موقف الأسرة المسلمة أمام تيّارات إعلامية قادمة من الغرب بكل ما سيكون لها من قدرات فنية، وميزانيات مالية ضخمة، ووسائل حديثة تستغل طاقات الفضاء الفسيح، مع عدم وجود أي خطّة إعلامية مدروسة في عالمنا الإسلامي يمكن ان تواجه ذلك الخطر الإعلامي الدَّاهم، القادم من الغرب، وهذا الكلام المهم كان مصحوباً بمحاولاتٍ من أبي عادل للعمل.
فقد كان منذ ذلك الوقت يدعو الى انشاء مؤسسات اعلامية تلفازية قائمة على الرؤية الاسلامية، مستفيدة من نجاح الاعلام الغربي الذي سبقنا بعشرات السنوات، بل لقد بدأ العمل بالاتصال ببعض رجال العلم والفكر والأدب ورجال الأعمال في ذلك الوقت، ولكنَّ الأمر لم يتقدم خطوة واحدة الى الأمام - في حينها - كما هو شأننا - نحن المسلمين - مع الأسف في عدم المبادرة التي تكسبنا فرصة البداية، وتريحنا من الوقوف في مواقف الدِّفاع وردَّات الفعل التي نعيشها في مجالات متعددة.
عبدالقادر طاش: أخ كريم تمتدُّ بيننا وبينه جسور صداقة وثيقة، ومحبة في الله عميقة، وهموم إسلامية مشتركة، ومودَّة لا يضعفها اختلاف وجهات النظر أبداً.
أبا عادل: المرض نعمةٌ من الله على عبده المحتسب الصابر الراضي بما يكتب الله، وإني لأثق في روحك المؤمنة بربها، وقلبك المطمئن بإيمانه، وأعلم علم اليقين بأنك تواجه قدر الله بالشكر والرضا، والأمل الكبير في الشفاء العاجل.
يا رئيس تحرير «مجلة الأمل» التي كانت تصدر في أمريكا حينما كنت تدرس هناك، إنه الأمل في أن يمنَّ الله عليك بالشفاء، ويجمع لك بين الأجر والعافية.
إشارة:


أنا لا أملك إلا نبض قلبٍ
لم يزل يرفع لله رجاءَه

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved