* كتب - عبد الله الرفيدي:
قدرت مؤسسة الخليج للاستثمار السعر العادل لشركة الاتصالات في الوقت الراهن بـ512 ريالا وقالت المؤسسة في تقرير لها صدر مؤخرا عن شركة الاتصالات السعودية ان متوسط سعر الشركة خلال 52 اسبوعا وصل 411 ريالا بقيمة سوقية 5 ،123 مليار ريال.
ويأتي هذا التقييم للسهم بعد صدور تقييم لمؤسسة استشارات مالية اخرى الشهر الماضي قالت ان السعر العادل 412 ريالا والتي نصحت وقتها بخفض الاستثمار في اسهم الشركة.
ومما أثار حفيظة المستثمرين والمحللين اتباعها اسلوبا غير عادل في تقريرها مما حدا بالبعض طلب تدخل مؤسسة النقد في مثل هذه التقارير المباشرة.
وتعد مؤسسة الخليج من المؤسسات الموثوق بتقييمها للشركة. وفي ملخص لها عن شركة الاتصالات اوضحت: ان الخطوات الجادة التي اتخذتها الحكومة السعودية على طريق تحرير قطاع الاتصالات ادت الى اتساع كبير في حجم سوق الهاتف الجوال، حيث ارتفع عدد المشتركين في تلك الخدمة بنسبة 267% منذ نهاية عام 2000 وعلى الرغم من تحقيق شركة الاتصالات السعودية تطورا ملحوظا في ايراداتها وربحيتها خلال تلك الفترة، الا ان مستقبل السوق السعودي ينبىء بالمزيد من النمو حيث لا تزال معدلات مشتركي الهاتف الجوال في السعودية نسبة الى عدد السكان اقل من نصف نظيراتها في معظم الدول المماثلة للسعودية من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي.
وتوقعت ان تشهد المرحلة المقبلة في تحرير قطاع الاتصالات انشاء شركة جديدة للهاتف الجوال تبدأ في تقديم خدماتها في 2005، وبذلك تبدأ مرحلة من التنافس المحدود يتوقع ان تزداد حدته في 2006 - 2007 بترخيص شركة ثالثة للهاتف الجوال وطرح رخص الجيل الثالث من الشبكات «3G» ويتوقع ايضا خلال تلك الفترة السماح لشركة تشغيل شبكات تجوال افتراضية «Mobile Virtual Network Operator» البدء في تقديم خدماتها في المملكة. وفي تقديرنا، وبالقياس على تجارب مماثلة في دول اخرى، فانه سوف يترتب على زيادة التنافس نمو سريع في عدد المشتركين. حيث نتوقع تضاعف عدد المشتركين خلال السنوات القليلة القادمة.
ويترتب على التغييرات الكبيرة المتوقعة في قطاع الاتصالات بالسعودية خلال الفترة القادمة خلق تحديات جديدة لادارة الشركة، اهمها اختبار قدرتها على مواجهة منافسيها قبل دخولهم الى السوق والتنافس معهم بشكل فعال بعد بدء نشاطهم والتعامل مع المسائل الرقابية المتعلقة بالمنافسة التي لم تكتمل التصورات حولها بصورة نهائية. كما اننا نتوقع ان تبلغ تكلفة الحصول على رخصة الجيل الثالث من الشبكات والمصروفات الرأسمالية لاقامة الشبكة الجديدة حوالي 4 ،2 بليون دولار يتوقع ان تؤثر على صافي التدفقات النقدية للشركة في 2006 - 2008 وقالت المؤسسة وعلى الرغم من توقعاتنا بفتح سوق الهاتف الجوال للمنافسة بدءا من 2005، الا انه من المقرر حسب الخطة الحالية لتحرير قطاع الاتصالات السعودي. ان تظل شركة الاتصالات السعودية محتكرة لسوق الهاتف الارضي في المملكة حتى اواخر عام 2007م، حيث يتوقع في ذلك الوقت السماح لشركة ثانية بالمنافسة على تقديم خدمات الهاتف الارضي. ومن المنتظر ان يكون لدخول شركات جديدة سوق الهاتف الجوال اثر ايجابي على ايرادات شركة الاتصالات السعودية اثناء فترة احتكارها لسوق الهاتف الارضي، حيث يتعين على جميع شركات الهاتف الجوال العاملة في المملكة استخدام شبكات الشركة الارضية في توصيل مكالمات مشتركيها. ومن جهة انخفاض في متوسط ايرادات المشترك الواحد «Average Revenue Per» من 60 دولارا حاليا الى 40 دولارا مع حلول عام 2008، الا انه من المتوقع ان يكون عائد التدفقات النقدية التشغيلية نسبة الى اجمالي الايرادات «Ebitda margin» عند مستوى الـ45% خلال خمس سنوات وهو ما يشير الى مستوى ربحية جيد مقارنة بشركات اتصالات مماثلة.
وقد كان لتركيز الشركة في عملها على السوق السعودي دون غيره اثر ايجابي كبير خلال السنوات الخمس الماضية، حيث ادى الى حماية الشركة من الظواهر السلبية الكبيرة التي اصابت قطاع الاتصالات العالمي خلال تلك الفترة والتي ادت الى مرور الكثير من شركات الاتصالات العالمية بأزمات مالية شديدة، وبالتالي فان حجم مديونية الشركة حاليا يقارب الصفر والسيولة النقدية لديها تفوق البليون دولار. اضافة الى ذلك، فان قيام الشركة بتوسيع شبكاتها في الآونة الاخيرة قد تزامن مع ظاهرة انخفاض اسعار المعدات الرأسمالية لقطاع الاتصالات نتيجة تقلص الطلب عليها عالميا.
ويلاحظ ان شركة الاتصالات السعودية تعمل الآن في محيط قليل المخاطرة كما تتمتع بقدرة جيدة على تحقيق عوائد تشغيلية عالية، الا ان التغييرات المنتظرة في مناخ العمل في قطاع الاتصالات السعودي والتي يتوقع ان تزيد من التحديات التي سوف تواجهها الشركة، دفعتنا الى تقييم المخاطرة للشركة عند مستوى 3 حيث ان التصنيف يوضح ان المخاطر من 1 الى 5 مع اعتبار ان 1 يمثل اقل مخاطرة.
|