* بغداد - الجزيرة:
أكدت عائلة عقيلة الهاشمي عضو مجلس الحكم العراقي التي توفيت في بغداد متأثرة بجراحها يوم الخميس الماضي أن عناصر من فرع الحمزة لحزب البعث قد تورطوا بقتلها.
وأكدت عائلة الراحلة انها تلقت ثلاثة تهديدات من أعضاء فرع الحمزة اثنان منهما على شكل رسائل خطية والثالث عبر الهاتف وصفوا خلالهما الهاشمي بأنها قد خانت مبادئ حزب البعث (والقائد صدام) وطلبوا منها إما إن تنأى بنفسها عن مجلس الحكم أو أن تعمل فيه لحساب حزب البعث لكنها رفضت الخيارين ولم تعر التهديدات أية أهمية.
معروف أن عقيلة الهاشمي كانت بمستوى عضو شعبة في حزب البعث ضمن تنظيمات فرع الحمزة - الشعبة النسوية فضلا عن كونها مديرة العلاقات الدولية في وزارة الخارجية ورفيقة طارق عزيز في جولاته المكوكية الى الكثير من دول العالم، وترجح الأوساط السياسية في العراق أن الهاشمي كانت قد فتحت خطوط اتصال مع الأمريكان قبل غزوهم للعراق فحظيت بمقعد في مجلس الحكم.
على صعيد متصل أفادت معلومات تسربت من مسؤولين كبار في حزب البعث المنحل أن عدداً من أمناء سر الفروع رفضوا دعوة صدام للانضمام إلى أفواج المقاومة في الفلوجة.
وأفادت مصادر بعثية مطلعة أن عدم الاستجابة لأوامر صدام من قبل القيادات المتقدمة في حزب البعث ادى الى تفجير حرب اغتيالات سرية بين البعثيين وفدائيي صدام، مؤكدة ان صدام وجَّه اتباعه باغتيال كل من يرفض الالتحاق بالفلوجة فورا. مشيرة إلى أن ناصر حسين معيتج أمين سر فرع الصويرة السابق لحزب البعث قد اغتيل في منزله في بغداد من قبل فدائيي صدام بسبب رفضه الالتحاق بالفلوجة، بينما ما يزال مصير ياسر حسن سلطان أمين سرف فرع واسط للحزب مجهولا ومثله عدد كبير من أمناء سر وأعضاء فروع تكريت والدور.
وفسَّر خبراء إستراتيجيون دعوة صدام لأعوانه للالتحاق إلى الفلوجة على انها محاولة لزعزعة أية حالة من الاستقرار يحاول مجلس الحكم الانتقالي فرضها في الداخل العراقي.
وقال الخبير السياسي في الشؤون العراقية الدكتور عبداللطيف المياح ان صدام يسعى إلى تحقيق هدفين في آن واحد وهما إبقاء حالة الفوضى والقلق السياسي سائدة في الشارع العراقي لكي يصوِّر للعالم الخارجي ان العراق يعيش فراغاً سياسياً أمنياً وأن مجلس الحكم غير جدير وغير قادر على إدارة شؤون البلاد هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن صدام يحاول من خلال الحديث عن التحرير والجهاد ان ينسي العراقيين المآسي والويلات التي عاشوها في عهده.
في هذه الأثناء أعلن في بغداد يوم الجمعة الماضي عن تشكيل غرفة عمليات أمنية مشتركة بين مجلس الحكم والقوات الأمريكية.
وقال عضو مجلس الحكم يونادم كنا إن هذا الإجراء يأتي تمهيدا لتسليم الملف الأمني إلى العراقيين تدريجيا بعد ان أصبحت الأجهزة الأمنية العراقية قادرة على حفظ الأمن والنظام، مؤكداً انه تم إلحاق الميليشيات الحزبية بقوات الشرطة العراقية والدفاع الوطني والجيش العراقي الجديد.
وكان مجلس الحكم الانتقالي قد أعلن مؤخراً عن تشكيل مجلس اعلى للأمن الوطني يضم جميع التشكيلات الأمنية الجديدة في العراق وقد تم تعيين السيد اياد علاوي رئيس حركة الوفاق رئيساً للمجلس.
|