Monday 29th september,2003 11323العدد الأثنين 3 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صوت القذائف الإسرائيلية أوقف قلب الطفلة لينا عيسى صوت القذائف الإسرائيلية أوقف قلب الطفلة لينا عيسى
أم الطفلة لـ « الجزيرة »: ما ذنب طفلتي البريئة كي تذبل زهرتها قبل الأوان ..؟ لقد قتلها الإرهاب الإسرائيلي

* غزة- بلال أبو دقة:
كانت الطفلة البريئة لينا حسن عيسى «3» سنوات من مخيم البريج وسط قطاع غزة تغط في نوم عميق، كان الهدوء يخيم على أهالي المخيم الفلسطيني وفجأة كسر سكون الليل صوت خفافيش الظلام ليتحول المخيم إلى ساحة حرب حقيقية.
كانت الساعة تشير حينها إلى الثالثة قبل الفجر من يوم الخميس الماضي، استيقظت الطفلة على غير عادتها مفزوعة على أصوات طائرات الأباتشي الإسرائيلية وحمم النيران التي كانت تطلق بشكل عشوائي على منازل المواطنين الآمنين، صرخت الطفلة وبحثت عن مكان لتحتمي فيه فلم تجد إلا حضن والدها حسن عيسى عله يخفف من صدمتها وفزعها، حاول الوالد تهدئة روع طفلته، إلا أنها بدأت ترتجف وزادت نبضات قلبها الصغير في الخفقان، كان والدها ينظر إلى وجهها البريء، لم يكن كعادته لقد اصبح شاحبا مزرقا، وتشنجت أطرافها من شدة الخوف، وما هي إلا لحظات حتى سكت قلبها بنوبة أوقفته إلى الأبد.
ويروي والد الطفلة الشهيدة ل «الجزيرة» قصة طفلته البريئة ويصف المشهد الأخير من حياتها بقوله: لم أصدق أن طفلتي فارقت الحياة، لقد خطفها الموت من بين يدي ، حاولت تهدئتها دون جدوى كان إطلاق النار عنيفاً وكثيفاً ويخترق نوافذ البيوت ويصيب أسطح بيوتنا المسقوفة بالاسبست والصفيح، ويضيف الرجل بمرارة: لقد ارتمت طفلتي لينا في حضني وهي مفزوعة وتصرخ بشدة وبعد أن تغير لونها هممت بإسعافها وكلي أمل أن أتمكن من نقلها إلى مستشفى شهداء الأقصى، لكن صوت الانفجارات كانت تدوي في محيط منزلي وكان إطلاق النار يستهدف كل متحرك في المكان، وبعد ثلاث ساعات من الدمار والخراب انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من المخيم فنقلتها على وجه السرعة إلى المستشفى حاول الأطباء إنقاذ حياتها لكن روحها كانت قد صعدت إلى بارئها.
وقالت أم الطفلة المسكينة بعد أن كفكفت دموعها ورفعت صورة طفلتها: لقد فزعت طفلتي من مرقدها تصرخ بصوت عالٍ ، حملها زوجي إلا أنها ارتجفت ثواني معدودة ، وتشنجت أطرافها، ثم ما لبثت أن سكتت عن الصراخ، وضعنا الماء على رأسها على أمل أن تفيق، إلا أنها فارقت الحياة، وتساءلت الأم المكلومة: ما ذنب طفلتي البريئة كي تذبل زهرتها قبل الأوان ؟ ثم أجابت بنفسها قائلة لقد قتلها الارهاب الإسرائيلي لقد صعقتها أصوات القذائف كانت تملأ المكان بعطر طفولتها البريئة، لقد تركت فراغا لقد كانت ملاكاً، هذا وقالت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى ل «الجزيرة»: جراء عملية الاجتياح التي استهدفت مخيم البريج وصلنا الشاب محمد بشير عقل (25 عاما) من مخيم النصيرات شهيدا ، ولحق به الشهيد نور الدين أبو عرمانة (19 عاما) فيما سقطت الطفلة لينا عيسى «3 أعوام» شهيدة جراء صدمة عصبية من الخوف والرعب الذي أصابها خلال إطلاق قوات الاحتلال القذائف والأعيرة النارية والقنابل باتجاه منزل المواطن فارس شاهين الذي كانت تحاصره قوات الاحتلال في المخيم وأضافت تلك المصادر: أصيب ثمانية مواطنين آخرين نتيجة لعمليات القصف من الدبابات والمروحيات الإسرائيلية التي فتحت النار بشكل عشوائي على منازل المواطنين الآمنين.
هذا وقال بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية تلقت الجزيرة نسخة منه: قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الانتفاضة وحتى وقت قريب أكثر من 600 طفل دون سن الثامنة عشرة ... وأعاق الرصاص الإسرائيلي أكثر من «1000» طفل آخرين، إما فقدوا عيناً أو يداً أو رجلاً وإما أصبحوا مشلولين بلا حراك.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved