Monday 29th september,2003 11323العدد الأثنين 3 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المستوطنات هي العقبة الأكبر أمام إقامة السلام المستوطنات هي العقبة الأكبر أمام إقامة السلام
جيمي كارتر (*)

في الأسبوع الماضي تمت 25 سنة لاتفاقات كامب ديفيد، التي قررت المبادىء للعلاقات الأساسية بين إسرائيل وجاراتها وقادت بعد عدد من الشهور لتوقيع اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر. لقد ضم الحدث الذي أجري مؤخراً 11 من أعضاء وفد المحادثات الأمريكي، ومستشارين كبارا لرئيس الحكومة مناحيم بيغن ورئيس مصر أنور السادات.
كان الفحص المجدد عن الموضوعات التي قامت على جدول الأعمال في كامب ديفيد مثيراً، بعد أربع حروب مرت بالمنطقة في السنوات الـ25 الأخيرة، ومحاولة الفهم كيف تطورت المشكلات الحاضرة، استمر المشاركون جميعا في التعبير عن اهتمام عميق باستمرار مسيرة السلام. جزء من الأمل نبع من علاقات الصداقة الهادئة نسبيا التي نسجت في أعقاب كامب ديفيد: بدأ مع الإسرائيليين والفلسطينيين بواسطة النرويجيين في سنة 1993، وبعد ذلك في 1996م، توجه الفلسطينيون إلى الانتخابات، وشكل برلمان وانتخب ياسر عرفات رئيسا. كانت تلك أزمان، رغم هشاشتها، أعطت فيها القيادة المتزنة والتقدير الحكيم الصبغة، وعاش المواطنون وعملوا معا في سلام.
لقد شوشت على المسيرة انتفاضات عنيفة ومتطرفة وعلى رأسها اغتيال رئيس مصر السادات، ورئيس حكومة إسرائيل اسحق رابين والعمليات الانتحارية المرعبة.
ورغم ذلك، يمكن رؤية استمرار مثير وغير متغير للموضوعات الأساسية التي يعبر عنها أبلغ تعبير القرار 242 لمجلس الأمن وهو القرار الذي قرر مبدأ الأرض مقابل السلام.
من المقبول اليوم ان المستوطنات هي نقض للقانون الدولي وانها السبب الأساسي لإشعال العنف في أوساط الفلسطينيين. نقاشاتنا الأكثر مرارة في كامب ديفيد كانت حول وجودها. وقد توصلنا إلى اتفاق حول سيناء. ولكن الخلاف على يهودا والسامرة وغزة لم يحل. في ادارة بوش الأب قال وزير الخارجية جيمس بيكر انه لا توجد عقبة أمام السلام أكبر من المستوطنات، وهدد الرئيس بتجميد المساعدة الأمريكية من أجل ايقافها. ولكن في ايام الادارتين الأخيرتين، وبتشجيع اقتصادي وسياسي حثيث من قبل حكومة إسرائيل، فان عدد المستوطنات قد بلغ الأوج، في حين ان كثيرات منها محمية من قبل الجيش وتتواصل بواسطة طرق التفافية.
في لقاء «خريجي» كامب ديفيد بحثنا في خريطة ووصلنا إلى استنتاج يشتمل تقريبا بالضبط على نفس الخطوط الموجهة التي ظهرت في اتفاقات سابقة، بما فيها تفكيك المستوطنات. والمشكلة هي أن إسرائيل رفضت عدداً من البنود الرئيسية، بينما لم يستطع الفلسطينيون ان يقيموا من بينهم زعيما مقبولا على إسرائيل والولايات المتحدة ولم يستطيعوا ايقاف العنف.
هناك فرق جوهري بين ذلك الحين واليوم في دافع الولايات المتحدة كوسيط. في كامب ديفيد، في ايام الحرب الباردة، كانت للولايات المتحدة مصلحة استراتيجية بالسلام في الشرق الأوسط. واليوم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة ليست مرتبطة بدرجة تدخل عالية إلى ذلك الحد بالعنف الإسرائيلي الفلسطيني، يبدو انه لا يتحرق الامريكيون لحل نزاع محلي نسبيا.
ولكن دون صلة بقضايا مثل أي زعيم يختاره الفلسطينيون، والى أي حد يتحمس الامريكيون للتدخل في النزاع، وإلى أي قمم سيصل العنف والكراهية، فقد بقي اختيار مركزي واحد وهو في أيدي الإسرائيليين فقط: هل نريد سلاما دائما مع كل جيراننا، أم اننا نريد تخليد المستوطنات؟. وستكون خيانة الولايات المتحدة الأفظع لإسرائيل اذا ما أيدت الإمكانية الثانية.

(*) عمان - الجزيرة - خاص

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved