قام في مدينة الرياض مصنع للكبريت لأول مرة وكاد ان يكون نواة أولى لمصانع وطنية متعددة في هذه المدينة وغيرها من أنحاء المملكة، وذلك منذ سبع سنوات أو تزيد.. وتهللت أسارير المواطنين واستبشروا خيراً وتطلعوا إلى عهد صناعي وإنتاج محلي وافر.. غير ان هذا المصنع ما لبث ان تداعى كيانه وبذلت محاولات لإخماد نشاطه وكان يفترض ان يلاقي تشجيعاً وحماية من الجهات التي تملك حق الحماية والتدعيم كوزارة التجارة والصناعة وغيرها من الوزارات التي لها علاقة من قريب أو بعيد بالفروع التجارية الصناعية المختلفة في بلادنا.
هذا المرفق الصناعي الهام جدير بكل تشجيع ورعاية إما عن طريق إسهام الدولة بمده بالخبرة الفنية ان كان قد تعرض لعجز فني في إدارته أو بناء معداته أو إقراضه بالمال ان كان سبب عرقلة استمراره الإفلاس المالي أو الحماية ولو جزئياً ان كان قد تعرض إنتاجه للكساد بسبب اغراق الأسواق بالمنتجات الأجنبية القليلة التكاليف والمنخفضة الأسعار، لأن قيام مصنع كهذا في البلاد ليست أهميته فقط في توفير المنتجات ان كانت جيدة أو رديئة بل ان أهميته أبعد من ذلك بكثير.. فالأول منها ان يخلق كفاءات فنية وطنية كلما نما وتطور إذ سوف يكون بمثابة معهد صناعي ينتج العمال الصناعيين المهرة والخبراء الفنيين وبالتالي يقترن بوجوده واستمراره تغذية للمصانع الأخرى بما يفيض عن حاجته منهم.
والثاني ان يغرس في نفوس التجارة وعموم الممولين وحتى صغار المدخرين الثقة للإقبال على شراء كل ما يطرح من الأسهم في الأسواق لإقامة مصانع جديدة في المستقبل، ثالثاً ولأنه سيعمق الشعور بالثقة أيضا في الاعتماد على المواطنين لتبني مثل هذه المشاريع الصناعية الحيوية للبلاد.
رابعاً، قد يكتشف بسبب قيام هذا المصنع مصادر للمواد الخام لم تدع الحاجة بعد إلى الكشف عنها، وقد يتسبب في خلق حاجات جديدة لمواد معطل استعمالها أو لفئة من العمال قادرة على استغلال مواهبها في ناحية لم تكن الحاجة فرضتها.
والسؤال الحائر والذي يردده الكثيرون من المواطنين في ندواتهم ومناقشاتهم عما هي أسباب عرقلة استمرار هذا المصنع عن الإنتاج وهل للوكالات التجارية دخل حقيقي في ذلك وبصياغة أخرى لهذا السؤال هل هنا كوكيل تجاري أو أكثر للكبريت قد عمل أو عملوا على هذا المصير لمصنع الكبريت الوطني.
أرجو ألا يكون ذلك صحيحاً ولعل وزارة التجارة وهي المعنية مباشرة عن إقامة المصانع ان تتفضل مشكورة بتوضيح هذا الغموض لعل فيه ما يبشر عن إعادة النظر في تدعيم هذا المصنع ليدور من جديد.
صالح السالم
|