في صفحة الفن من عدد جريدة الجزيرة رقم «11305» كتب الاخ على السهيمي، مقالة عنونها ب «عبدالله بالخير يحرجني مع ابنتي» ويتلخص المقال في انتقاد ابنته الطفلة التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، لتصرفات وحركات الفنان بالخير وهو يغني على خشبة المسرح او عبر التلفزيون، والتي تتصف بالميوعة وتفتقر الى الذوق السليم، وقد اجاد الاخ السهيمي وأفاد حين استخدم الاسلوب الساخر واللاذع في نقد تصرفات وحركات هذا الفنان، الا أن هذا لا يمنع من توجيه سهام النقد له ايضاً ولكل اب وام يسمحان لفلذات اكبادهم، برؤية مثل هذه المناظر التي لا خير فيها والتي لا يأتي منها الا ترسيخ العادات والقيم السيئة في عقل وفكر الطفل على المدى الطويل والقصير، وهذا امر مشاهد على ارض الواقع، فكم رأينا وسمعنا عن اطفال قلدوا ما يرونه ويسمعونه عبر شاشة التلفزيون، بل كم من طفل ذهب ضحية مشهد تلفزيوني، فالطفل في هذه السن يتأثر بكل ما يراه ويسمعه، حيث يعتمد الطفل في حياته الاولية على حب التقليد والمحاكاة لمن حوله، بغض النظر عن صحته او خطئه لهذا يقول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا
على ما كان عوده أبوه
وبالتالي فالمنطق يفرض على الوالدين ان يحرصا على ان لا يشاهد اطفالهما إلا كل فعل حسن، ولكن وللاسف ان الكثير من الآباء لا يقيم وزناً لهذا الامر الحساس، بدعوى أن فطرة الناس في هذه البلاد الطاهرة سليمة، وبالتالي يرون ان اطفالهم حين يكبرون لن يشذوا عن القاعدة، بل سيقومون بفعل ما يفعله ابناء هذه البلاد الطيبة، وسيكونون قادرين على معرفة الخطأ من الصواب، وتناسى هؤلاء الآباء الغافلون قوله صلى الله عليه وسلم «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه».
وبالتالي فان الانسان العاقل، عندما يرى البشر، فالواجب يقتضي منه ان يتجنبه، ويسعى ايضاً إلى أن يجنبه من يعول، واعتقد انه ليس هناك في هذا الزمان شر اعظم من القنوات الفضائية، التي غزت كل بيت في مشارق الارض ومغاربها، ومن هذه القنوات، القنوات العربية التي تنطق بلغتنا وتتخفى في ثوب عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا، وهي ابعد ما تكون عن ذلك - الا ما رحم ربي - حيث نرى بعض القنوات العربية، تقدم برامج وافلاما ومسلسلات وفيديو كليبات، بها مشاهد فاضحة لا يليق بالانسان المسلم العاقل ان يراها، فكيف بطفل لم يصل إلى السن التي تسمح له بالتفريق بين اللائق وغير اللائق، وهنا يبرز دور الوالدين اللذين يجب عليهما بحكم مسؤوليتهما امام الله ثم امام نفسيهما، ان يسعيا الى ان يزيلا هذه الشرور من منزلهما، اليوم وليس غداً، فالطفل بالامكان ترسيخ فكرة في عقله في لحظة وبمنتهى السهولة، ولكن لا يمكن نزعها من عقله الا بعد جهد جهيد.
الصفحة الرابعة
سؤال يبحث عن اجابة/
كم اب او ام حاول أن يحبب ويعود ابنه او ابنته وهم صغار، على الاستماع لإذاعة القرآن الكريم، التي بها من الكنوز والمعارف ماليس له مثيل، ويكفي انها الاذاعة الوحيدة حسب علمي المحدود التي ليس بها موسيقا، سواء كانت موسيقا دينية او حتى دنيوية؟!!
فلسفة/
بعض الآباء تتمناهم بلا ابناء، وبعض الابناء تتمناهم بلا آباء
علي بن زيد القرون - حوطة بني تميم
|