اطلعت على ما كتبه الأخ عبدالعزيز بن صالح العسكر في هذه الصفحة وكان حول أمانة لا تحملها الجبال فأقول وبالله التوفيق الكتابة من العناصر الهامة في حياة الإنسان وعليها تقوم بعض شؤون حياته ولا يمكن للإنسان الاستغناء عنها، لذلك فإن القلم أمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة يجب على الإنسان ان يتقي الله عز وجل في كل حرف يكتب وفي كل كلمة تقال، فالله عز وجل اقسم بالقلم لعظمته.. قال الله تعالى: {ن» وّالًقّلّمٌ وّمّا يّسًطٍرٍونّ} فالكتابة هي رسول القراءة منذ زمن بعيد وهي أول ما خاطب الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم عندما نزل عليه الوحي وطلب منه القراءة في قوله تعالى: {اقًرّأً وّرّبٍَكّ الأّكًرّمٍ عّلَّمّ الإنسّانّ مّا لّمً يّعًلّمً} وفي الحقيقة لولا الكتابة لم تكن هناك قراءة ولولا الكتابة أيضاً لم يستطع الإنسان التعبير عما يجول بخاطره حيث يخون اللسان الإنسان في بعض المواقف مما يجعله يستخدم الكتابة بدلا من الكلام، فالكتاب كالدواء الناجع الذي يخفف معاناة الإنسان ولا شك بأن للكلمة دوراً عظيماً وأثراً سريعاً في صلاح النفوس وتغيير الأحوال بإذن الله تعالى، لذا يجب الاخلاص فيها حتى يكون لها ثمرة ايجابية على الفرد والمجتمع ومجالات الكتابة في هذه الحياة كثيرة جداً لا تعد ولا توصف، فما أجمل ان يستخدم الإنسان الكتابة في الدعوة إلى الله عز وجل والذب عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم {وّمّنً
أّحًسّنٍ قّوًلاْ مٌَمَّن دّعّا إلّى اللهٌ وّعّمٌلّ صّالٌحْا وّقّالّ إنَّنٌي مٌنّ المٍسًلٌمٌينّ } وكذلك من أنفع مجالات الكتابة عندما يستخدمها الإنسان في الدفاع عن وطنه
حكومة وشعبا ولله در الشاعر عندما قال:
وما المرء إلا حيث يقضي حياته
لنفع بلادٍ قد تربى بخيرها
|
وبدون أدنى شك فالكتابة هدف ورسالة سامية ترفع الإنسان إلى المعالي العالية ولا يعرف ذلك إلا أصحاب القلوب السليمة والعقول الحكيمة. ويعتبر القلم من وسائل التربية والاصلاح والتعاون على البر والتقوى.. قال تعالى: {لا خّيًرّ فٌي كّثٌيرُ مٌَن نَّجًوّاهٍمً إلاَّ مّنً أّمّرّ بٌصّدّقّةُ أّوً مّعًرٍوفُ أّوً إصًلاحُ بّيًنّ النّاسٌ} وما أجمل وما أروع ان يتحلى الكاتب بسمو المقصد ونبل الغاية من الكتابة وفوق ذلك كله ان يجعل تقوى الله نصب عينيه، فالإنسان بطبيعة الحال محاسب على الكلام.. قال جل شأنه {مّا يّلًفٌظٍ مٌن قّوًلُ إلاَّ لّدّيًهٌ رّقٌيبِ عّتٌيدِ} وبلاء الإنسان من هذا اللسان واللسان عضلة تكمن ورائها ألف معضلة وعلى الإنسان ان يتذكر بين الحين والآخر قول الشاعر:
وما من كاتب إلا سيفنى
ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرك في القيامة ان تراه
|
محماس بن عايض بن رسل الدوسري / 7492 الخرج 11942
|