أهلا بالمدرسة وضجيجها.. لم تكن عابرة
استوقفتني برهة.. أتبعتها ابتسامة.. ما إن بترتها،
واريت على قلبي.. أين هي منها..؟
وأين الضجيج من صوتها.. أنفاسها.. تحركاتها.. طيبتها.. لعمري افتقدها كما نحن!!
كيان عطاء لسنوات مضت.. وكلت أمانة اثقلتها.. اضنتها.. افقدتها حتى الركون للحظات الهدوء، وسلبتها ما اقتدرت عليه منها، حتى من صحتها..
ولم تكترث .. ولم تبال..
لأنها أمام هدف سام وأخالها بلغته:
كنتُ أرقبها وساعات العناء.. ولحظات الفتور.. وهنيهات الملل وما أن انظرها بسؤال لم أبح بعد به، تسبقني..
ب«الله يعين يا بدور»
لا تزال تعانق أوتار مسمعي وأبكيها.. في أوراقي فاشتاقها لازلت اشهدها بأرجاء المدرسة.. بزوايا الفصول.. في كل درس ابدأه وأنهيه..
كنا نقتسم ذاك كله!! والآن.. مع من سأقتسم؟؟!
سأستجمع قواي.. وألملم شتاتي.. لأبدو كما أنا
لله درك.. صروح العلم
كيف..؟ نسبت لك قلوباً طيبة.. أيادي ندية.. عقولاً حصيفة.. مثل هذه!
كيف..؟ زرعت بها حب العطاء.. وعطاء البذل.. وبذل الأمانة.. كما هذه!
كيف..؟ جعلت منها «صلاح عطاء لا ينضب» في كل معلم ومعلمة.. ك.. تلك!
لم .. ولن يكن هؤلاء مجرد اسماء وستنسى «كما اعتقدت.. وخفت»
ايقعل ان تنسى صروحنا نزفها لسنوات مضت؟!
لقد بدأ أساسها ببركة أياديكم
وتواصل بناؤها باصطفاف أنفاسكم
واكتمل بهاؤها بعميق عبيركم
وها هي الأجيال المستجدة، تخطو خطواتكم. وتعيد أقوالكم. وتروي حكاياتكم!
لم تكونوا إلا كذا.. ولن تكوني أيتها الدانة إلا هكذا
لذا لم تكتمل صور الفرحة بعد في أول يوم دراسي لنا ولن تنضج الابتسامة كما ينبغي أن تكون...
أشهد بأن الجميع يدرك ذلك.. ويُثني على هؤلاء..
وأشهد أن لك في القلب مكانة عظيمة لن تبرحيها على الإطلاق،،
|