الشجاعة المطلوبة من اللجنة الرباعية لسلام الشرق الأوسط

تلاشت آمال الفلسطينيين باتخاذ اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط موقفاً حازماً وواضحاً لاستئناف جهود السلام في المنطقة من خلال الدفع باتخاذ خطوات عملية لتنفيذ خارطة الطريق.
فالفلسطينيون، شعب، وسلطة وطنية، وفصائل، كانوا يأملون أن يسفر اجتماع اللجنة الرباعية الذي عقد في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عن قرارات عملية تفعِّل تنفيذ خطوات خطة خارطة الطريق. إلا أن الاجتماع عقد وانفض بصدور بيان مكرر مثل كل البيانات التي سبق أن أصدرتها اللجنة، ولم يخرج عن الكلمات المعتادة التي تطالب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بأن يبذلا المزيد من الجهود بشكل فوري ومتزامن لتهدئة مخاوف الطرف الآخر.
والطلب من الفلسطينيين بالتحرك ضد المجموعات المتشددة لوقف العنف ومن إسرائيل بوقف حركة الاستيطان.
هذا البيان الذي يتشابه وإلى حدٍ كبيرٍ من آخر بيان للجنة المكونة من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، لم يأخذ في الاعتبار التطورات الأخيرة والإجراءات السلبية التي اتخذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتي أدت إلى وقف العملية السلمية تماماً، وهدمت العديد من الأسس والخطوات البسيطة التي تحققت بعد إعلان خطة خارطة الطريق.. فتصعيد عمليات الاغتيال للقادة الميدانيين والمواطنين المدنيين الفلسطينيين والتوسع في سياسة هدم وتدمير المنازل بالإضافة إلى الإصرار على بناء الجدار العنصري ومده باتجاه أراضي السلطة الفلسطينية، جميعها إجراءات دمرت ما أنجز من خطوات اتخذت لتطبيق خطة خارطة الطريق إن لم تكن قد ألغت الخطة كلياً، وأصبحت بلا جدوى في ظل إصرار السلطات الإسرائيلية على مواصلة القتل اليومي للفلسطينيين وهدم منازلهم واقتطاع أراضيهم.
ويظهر البيان تناقضاً فاضحاً، ففي الوقت الذي يطالب فيه الأعضاء الفلسطينيين والإسرائيليين باتخاذ مزيد من الجهود لتنفيذ بنود خطة الطريق، نرى أن أعضاء اللجنة يتلكؤون عن تنفيذ ما هو مطلوب منهم، وهو إرسال فرق مراقبين لتقوم بدور الحكم بين طرفي النزاع، وأن تكون الجهة التي تحدد الارتقاء من مرحلة إلى أخرى.. وعلى اللجنة أن تبدأ بنفسها، فالمسئولية المركزية تبدأ من الوسطاء أنفسهم ومثلما أكد السيد كوفي عنان بأن عملية السلام تتطلب اتخاذ إجراءات شجاعة فإن على أعضاء اللجنة أن يعطوا المثل على هذه الشجاعة ويتخذوا قراراً بإرسال مراقبين لمراقبة ما يجري على الأرض الفلسطينية وتحديد الطرف الذي يسعى إلى تخريب خارطة الطريق لا أن تصدر بيانات مكررة لا تضيف أي شيء.