إليكم نموذجاً من حجم أدوات الدمار (20 طناً من خلائط كيماوية لتصنيع المتفجرات، 72كغم من مادة شديدة الانفجار، 981 متراً من فتائل الانفجار، 524 صاعقاً كهربائياً» وما سبق هو غيض من فيض تلطم وجوهنا به الصحف والنشرات.
والمتفجرات السابقة التي كانت مزروعة بين بيوتنا، وفي دروبنا، وبين نخيل مزارعنا، لم تعد لتحرير القدس، ولم تهيأ لصدر الصهاينة المحتلين.
ولم يراد بها نسف سلسلة من الجبال عن مكانها لتمهيد درب باتجاه مسجد أو مستشفى أو مدرسة، ولم يراد بها حفر بئر وإقامة مزرعة، المتفجرات السابقة «ولله الحمد» كانت موجهة لبيوتنا لدروب أطفالنا باتجاه مدارسهم ولأمتنا، لمنجزنا الحضاري ذلك الذي نقلنا من مجموعات رعوية شبه زراعية، إلى قوة فاعلة في الاقتصاد العالمي.
ومن ثم يجعلون الإسلام رداء لهم وهم أكثر قوم أساءوا للإسلام عبر التاريخ بين الأمم، والشواهد واضحة نراها في جميع أنحاء العالم من عمليات مطاردة وحصار ونبذ واحتقار يتعرض لها المسلمون في جميع بقاع الأرض، وعلى الرغم من هذا ما برحوا يظنون بامتلاكهم مفاتيح الجنة وصكوك الغفران.
نشر قبل يومين خبر في جريدة محلية، عن فراش مسجد وثق به أهل الحي، «أكيد أن هذه الثقة استمدها من موقعه» إلى درجة انهم أدخلوه منازلهم، واحسنوا إليه، بينما هو كان يمارس في الخفاء أسوأ الموبقات مع خادماتهم، واكتشفوا في غرفته داخل المسجد أبشع الانحرافات، والقضية هنا ليست فراش المسجد، فالنفس البشرية ضعيفة، وقابلة للانحراف، لذا سمى جهادها عليه الصلاة والسلام «بالجهاد الأكبر».
القضية هنا ستار القدسية الذي يستغله البعض وهم قلة وحالات شاذة ولله الحمد فكما استغل هذا الفراش موقعه في بيت الله، كذلك هم أصحاب أسلحة الدمار الشامل الذين رفعوا شعارات الإسلام، عفوا ليس لتحرير القدس ولا لطرد الصهاينة، إنما لصدر طفلي وطفلك وأمنهم ورغدهم.
|