** المرضى.. من أكثر الناس حساسية.. ومن أكثرهم حاجة إلى الهدوء وإلى التعامل المهذب الطيب الرقيق..
** المريض.. قلق بطبعه متوتر بسبب المرض..
* يحتاج إلى رعاية وعناية.. ويحتاج إلى تلطف معه.. وتلبية طلباته ومساعدته والأخذ بيده.. وليس في حاجة إلى إزعاج ومشاكل ومضايقات تزيد معاناته.. وتزيد آلامه وأوجاعه.. وتدخله في دوامات ومشاكل نفسية فوق معاناته المرضية.
** المرضى.. من أكثر الناس حاجة إلى الرعاية.. ولهذا.. وضعت الجهات المختصة في المستشفيات.. وحتى في المراكز الصحية.. أقساماً للخدمات الاجتماعية والرعاية النفسية.. وأقساماً لخدمات المرضى.. وأقساماً للإرشاد وللعلاقات.. وهكذا... كلها تهدف في الجملة.. إلى رعاية المريض والاهتمام به صحياً ونفسياً واجتماعياً.. وخدمته بالشكل الذي يخفف عنه الألم وأوجاع المرض.
** هذه الأقسام التي وضعت من أجل المريض.. كأقسام مساعدة أو رديفة.. مليئة بالخبراء والمختصين والاستشاريين.. فوق العلاج الطبي والرعاية الطبية.. لأن الجانب النفسي والمعنوي مهمان للغاية.. ولأن المريض في أمس الحاجة إلى هذه العناية على يد هؤلاء المختصين.
** كما أن المستشفيات.. تهتم بالجانب الإعلامي داخل المستشفى للغرض نفسه.. وهو خدمة المريض وتوعيته بالشكل الصحيح وتوعية كل من يتعامل معه حتى من الزوار أنفسهم.. حتى يتم توفير مناخات طبية للمرضى.. تساعد بإذن الله على شفائهم.. فالمريض متى كان في وضع نفسي جيد.. ومتى كان سعيداً.. فإن ذلك يساعد على شفائه بإذن الله.. ويساعد على استجابة جسمه للدواء.
** إن هناك معاناة داخل بعض المستشفيات من الزوار أنفسهم وخصوصاً في الغرف المزدوجة.. حيث إن كل زائر له فلسفته.. وله عُقده.. وله «لقافته» وله اجتهاداته الخاصة.
** فهذا يحضر معه أطعمة ومشروبات..
** وهذا يحضر معه أدوية «أصرَّه» وكل صْرار مليء بمواد سامة.. وآخر يحضر معه نصائح بالجملة.. ابتداءً من «عليك بالْحِلْبِه وَحَبَّةْ الرشاد» وانتهاءً بآخر العلاج.. وهو «الكي».. وهكذا.. وكلها تشوِّش على المريض وتربك برنامج علاجه.. وتدخله في دوامة خطيرة قد تعرقل مشروع علاجه.. وقد تودي بحياته.. هذا غير الأثر النفسي السيئ.. الذي تتركه اجتهادات بعض الزوار داخل الغرف.. أو داخل غرف العناية المركزة أو غيرها.
** نعم.. بعض الزوار من فئة «الملقوف» يحشر أنفه في كل شيء..
** يتدخل في كل شيء حتى في تنظيم العلاج للمريض.. وهو لا يعرف أي شيء.. بل جاهل أرقع.. ولو لم يكن جاهلاً جهلاً مركباً.. لما تدخل في أمور طبية لا يفهمها إلا المهرة من الأطباء.
** لقد تلقيت رسائل في هذا الاتجاه.. وكان آخرها.. رسالة من مريض يشتكي وضعه داخل المستشفى بسبب الزوار.. أو مرافقي المرضى.. تقول الرسالة:
أنا مريض بفشل كلوي منذ سبع سنين، وأعمل غسيلاً كلوياً ثلاث مرات بالأسبوع في مستشفى اليمامة وكل مرة أربع ساعات للغسلة، وحدة غسيل الكلى مكشوفة للرجال والنساء، بعض المرضى من كبار السن ويحتاجون لأبنائهم أو بعض الخدم لمساعدتهم لكن بعض المرافقين يتجاوزون حدودهم، ويتطاولون على المرضى المنومين بإزعاجهم خلال وقت الغسيل ، يغلقون الستائر عليهم مع أن البعض لا يرغب بإغلاقها نظراً للحالة النفسية وارتفاع ضغط الدم، هذا يشعرهم بالاختناق خلال إغلاقها، ومن حقوق المريض الراحة خلال الغسيل، فمن يحمي حقوقنا من هؤلاء المتطفلين؟ وأقترح وجود شخص مسئول لمنع مضايقات المرافقين للمرضى والمريضات، علماً بأن القسم يحتوي على الرجال والنساء مما يجعل مرافقي النساء يتطاولون على مرضى الرجال بحجة النظر إلى محارمهم، مع أن الغرض من المجيءلهذا المكان هو للغسيل فقط، فما ذنبنا يا معالي وزير الصحة؟!
** هذه رسالة مهمة.. وتتعلق بأمر مهم للغاية.. نرفعها للمسؤولين وعلى رأسهم معالي وزير الصحة.. ونتمني أن يوضع لها حد.. وأن يتم إيقاف هؤلاء وإشعارهم بأن الأمر يتعلَّق بصحة الناس.. وأن المسألة.. مسألة حياة أو موت.. وأنه ليس من حق كل شخص أن يعمل وفق اجتهاداته..
** نحن نريد حماية المرضى من هؤلاء «الملاقيف» سواء كانوا مرافقين أو مراجعين.
** كما يجب إيقاف تدفق الأطعمة والمشروبات إلى المرضى الذي يعانون من أمراض خطيرة.. حيث إننا نشاهد حافظات «جريش.. ومرقوق.. وحنيني بالسمن البرِّي.. وقرصان.. وَمْرِقَةْ ضِبَّان» و«ترامس» قهاوي.. وحليب.. وشاي أخضر.. وزنجبيل.. وقوارير مياه «مْتَفَّلٍ» فيها..
** من يحمي المرضى من هؤلاء الملاقيف؟!
|