* الرياض - محمد العيدورس
شدد سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة السيد/ روبرت دبليو جوردان على متانة العلاقات السعودية - الأمريكية، واصفاً إياها بالقوة والصلابة التي يفتخر بها، وهو ما جعلها (على حد تعبيره) تجتاز تلك السنة العصيبة التي مرت بها والتي عاصرت الكثير من التخمينات وسوء الفهم والعديد من الانتقادات الموجهة من عدة جهات.
وقال السفير الأمريكي في تصريحات مع قرب مغادرته المملكة وانتهاء فترته سفيراً لدى الرياض لعدة سنوات، قال: «وبالرغم من ذلك ظلت علاقاتنا سليمة وقوية وأخذت تنمو بطريقة مستمرة، رغم الهجمات الإعلامية على كل من الحكومتين.
وأضاف السفير روبرت دبليو.. يقول: «جميعنا يشعر بالأسى والحزن تجاه ضحايا حادث 12 مايو الماضي في العاصمة الرياض، ولكن هذه الهجمات جاءت لتقوي هذه العلاقة السعودية الأمريكية و تزيد من صلابتها، إلى جانب أن هذه الأحداث لم تحقق للإرهابيين أهدافهم من اخراج المغتربين من المملكة أو تخويف الرعايا الأمريكيين والتشكيك في أمنهم وسلامتهم داخل المملكة، مشيراً إلى أن هذه العلاقات أخذت تتحسن نتيجة التعاون المتبادل من قبل الحكومتين في محاربة الإرهاب والقضاء عليه.
ومضى السفير الأمريكي يقول إن هذه الهجمات دفعت الولايات المتحدة إلى أن تعمل على التعديل في أنظمة تأشيرات السفر للولايات المتحدة، حيث تغيرت طريقة نظر الكونجرس الأمريكي لمسألة التعاون الأمريكي السعودي المشترك، إضافة إلى التحديات الأخرى التي كان يمارسها المحاربون للسلام والاستقرار.
وأضاف: بالرغم من كل ذلك فقد تعاونا بجهد مع أصدقائنا السعوديين الذين يقدرون أيضاً هذه العلاقة بين البلدين للتغلب على هذا الصعوبات والمحن التي فرضها الواقع الجديد، لذلك فقد سعينا للتميز والتقدم في مجال التعاون التقني في كثير من المجالات. ولا تزال المملكة العربية السعودية شريكنا الأكبر والأهم في الشرق الأوسط خاصة في المجال التجاري المتبادل. وعلى ذلك فقد بلغ حجم التجارة المتبادلة بين البلدين في العام الماضي ما يقرب من 18 بليون دولار. كما تشير أحدث الإحصائيات التجارية أن حجم الصادرات الأمريكية في النصف الأول من العام الحالي قد ازدادت بنسبة 5% حيث أصبحت المملكة العربية السعودية الدولة المستوردة الأولى بالنسبة لنا في العالم العربي. كما ازدادت التجارة بين البلدين بما يقرب من 50% خلال تلك الفترة، حيث يعود ذلك إلى تزايد قيمة النفط السعودي بالنسبة للولايات المتحدة.
وأوضح السفير جوردان دبليو أنه بالرغم من كل تلك الأسس القوية التي تحدثت عنها إلا أننا لا يجب أن ننسى وجود بعض التحديات التي لا تزال تحتاج لمواجهة من كلا الطرفين، حيث إن هناك الكثير من الموضوعات المهمة والتي يجب أن نسعى لحلها والتغلب عليها مثل التحدي الخاص بالوصول لنقطة اتفاق متبادلة بالنسبة لمعنى العفو والتسامح والحقوق الفردية وحرية المنفعة. وفي نفس الوقت يتعين علينا نحن العمل على تصحيح سوء الفهم الحاصل بين الدولتين، ولا بد من التأكيد على أن كلا الدولتين تسعيان للحد من فكرة التعصب وأن كلا الدولتين لا تذكيان قوة العداء والكراهية تجاه إحدى الدولتين من قبل الأخرى، فهؤلاء الذين لا يرضون عن هذه العلاقات والأواصر التي بيننا لا يجب أن نسمح لهم بالانتصار وتحقيق أهدافهم من وراء محاولاتهم غير المنقطعة للتفرقة بين الدولتين.
وتطرق سفير الولايات المتحدة الأمريكية إلى فترة عمله بالمملكة وقال إنني افتخر بعملي وتعاوني مع زملائى وأصدقائي هنا في المملكة العربية السعودية وفي كل المنطقة لمحاربة الإرهاب، وأتمنى ألا ننسى أبداً تلك الأرواح البريئة التي راحت ضحية الهجمات الإرهابية، كما لا يجب ألاّ ننسى أيضاً من فقدوا أرواحهم في سبيل إثبات أن الإرهاب لن يكسب المعركة في النهاية. وأرى أن هناك فرصة كبيرة للولايات المتحدة مع حليفتها المملكة العربية السعودية للاستمرار في العمل المشترك لضمان السلام والاستقرار في المنطقة.
دعوني أؤكد لكم بالرغم من أنني سوف انتقل إلى بلادي إلا أنني لن أنسى تلك الخبرة الجميلة التي اكتسبتها من خلال خدمتي لبلدي هنا في المملكة وسوف أعمل لكي أؤكد لأصوات العداء والكراهية والتعصب، سواء هنا أو حتى في الولايات المتحدة، وأطلب منهم منح الفرصة لصوت العقل والتفهم الموضوعي لكي تتمكن الأمتان من الاستمرار في تقوية الروابط بينهما.
|