* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد العجمي:
في ظل الظروف الاقتصادية المصرية الصعبة نتيجة للكساد والركود والارتفاع المستمر للعملات الحرة يتم الاستعداد لتنظيم رحلات العمرة وبدأت إجراءات قبول طلبات الحج وذلك وسط انخفاض شديد في حجم المعروض من الريال السعودي في شركات الصرافة والبنوك ويأتي ذلك مع عودة السائحين إلى أوطانهم.
الخبراء يتوقعون حدوث أزمة شديد في السوق المصري وارتفاع الريال السعودي الذي شهد ارتفاعا خلال الأيام الماضية، حيث وصل إلى 176 قرشا مقابل 130 قرشا في العام الماضي.
ويرى الدكتور محمد موسى أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر انه من المتوقع أن يؤدي زيادة الطلب على الريال السعودي خلال الأيام القادمة إلى ارتفاع أسعاره بالإضافة إلى أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر والعالم قد أدت إلى ارتفاع تكلفة تذاكر الطيران بنسبة 20 % وهو ما انعكس على زيادة تكلفة الحج بنحو 30% مقارنة بالموسم الماضي، ففي العام الماضي بلغت تكلفة الحجاج برا ما بين خمسة وثمانية آلاف جنيه، وبالبحر ما بين تسعة واحد عشر ألفاً وجوا ما بين خمسة عشر ألفاً وثمانية عشر ألفا.
ويضيف أن مصر تعتبر أكبر دولة في العالم الاسلامي من، حيث عدد المعتمرين، حيث بلغوا في ثلاثة شهور فقط نحو مليون معتمر انفقوا حوالى 15 مليار جنيه مما يرهق ميزانية الدولة، بل إن هناك 1150 شركة سياحية في مصر هدفها الاساسي هو العمل على جلب السائح الأجنبي لزيادة موارد الدولة من النقد الأجنبي ولكن ما حدث أن غالبيتها تفرغت إلى الحج والعمرة ولم يبق منها سوى مائة فقط هي التي تحقق هذا الهدف.
خلل ميزان المدفوعات
أكد الدكتور محمد عبد الحليم عمر أستاذ الاقتصاد الإسلامي أن هناك خللاً في ميزان المدفوعات المصري الذي يواجه أعباء كثيرة منها ارتفاع الديون الخارجية والمحليه وزيادة الواردات بالاضافة إلى عدم الاستقرار في أسعار النقد الأجنبي خاصة الارتفاع الجنوني الذي شهده الدولار في مقابل الجنيه المصري موضحاً أن أي ارتفاع يحدث في سعر الدولار يؤدي إلى ارتفاع مباشر في سعر الريال السعودي، حيث إن هناك اتفاقية بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بتثبيت سعر الريال السعودي مقابل الدولار الأمريكي عند 3 ،75 ريال لكل دولار ولا دخل لأحد في تحديد هذه العلاقة ودائما في موسم العمرة والحج يرتفع الريال السعودي مع زيادة الطلب عليه لتلبية متطلبات راغبي الحج والعمرة لهذا يتوقع ارتفاع الريال خلال الأيام القادمة ويجب على الحكومة التحرك لايجاد آلية لضبط أسواق الصرف من خلال زيادة مصادر العملات الأجنبية.
قلة المعروض
محمد الابيض رئيس شعبة شركات الصرافه يؤكد أن الاسبوع القادم سيقل المعروض من العملة السعودية بعد عودة السياح العرب مما يؤدي إلى ارتفاع سعره في السوق الرسمية والسوق السوداء وخاصة في ظل ارتفاع تكاليف العمرة والحج هذا الموسم واشار الى أن القوانين لن تحجم تحرك السوق السوداء وانما الامر يحتاج إلى سد الفجوة بين العرض والطلب واعطاء دور أكبر للبنوك وشركات الصرافه التي تعتبر ظلاً للبنوك مع وجود دور فعال للحكومة لمنع ظهور السوق السوداء والذي يحدث ازمة في سوق الصرف واوضح محمد الابيض أن المعروض من الريالات السعودية في شركات الصرافه يتراوح بين 100 ، 150 ألف جنيه يوميا في 70 شركة وهو لا يكفي الطلب الذي يتوقع ارتفاعه خلال الأيام القادمة ولا حل لعلاج هذه القضية الا بزيادة موارد النقد الأجنبي.
ارتباط الريال بالدولار
أكد أحد مسئولي البنوك أن القطاع المصرفي بعيد عن اي خلل في السوق المصرفي وأن أي ارتفاع يرجع إلى زيادة الطلب على العمله مع قلة المعروض وأن من المعروف أن الريال السعودي مرتبط بالدولار وأن ارتفاعه ليس بسبب موسم الحج والعمرة وانما نتيجة طبيعة لارتفاع الدولار وقد يحدث خلال الأيام القادمة ارتفاع طفيف في الريال نتيجة لزيادة الطلب علية لذا يفضل شراء الدولار وهو ما قد يحدث ارتفاعا ايضا في الدولار ينعكس على الريال السعودي.
ممدوح الولي رئيس القسم الاقتصادي بالاهرام يرى انه لا داعى تحميل ارتفاع العملات الأجنبية على موسم الحج والعمرة وأن الخلل في سوق الصرف لا يرجع لهذا الموسم المبارك، وانما يرجع إلى الخلل في الميزان التجاري الذي يعاني عجزا منذ سنوات بالاضافة إلى أن ما ينشر من زيادة المعروض الأجنبي في الأسواق لا يكفي الطلب على العملات الأجنبية وأن هناك فجوة بين العرض والطلب بصورة مستمرة.
واشار إلى أن هذا الموسم يشهد رواجا في السوق المصري نتيجة لزيادة الانفاق على الخدمات مثل النقل الداخلى والخارجي وزيادة الرواج في الأسواق لاقبال الحجاج والمعتمرين على شراء لوازمهم بالاضافة إلى انهم عند العودة يشترون الهدايا من الأسواق المصرية ايضا موضحا انه يجب البحث عن مصادر الخلل في سوق الصرف ولا يتم تحميله على هذا الموسم الكريم وذلك بعلاج الخلل في الميزان التجاري وزيادة حجم المعروض من النقد الأجنبي.
|